25 - أبريل - 2024


قال وزير الاقتصاد الإيراني في تصريح له: لقد تمكنا من تجاوز العقوبات في سداد ديون إيران للبنك الإسلامي للتنمية، وتم تسوية جميع ديوننا في العام الإيراني الماضي (1402). وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّه أعلن وزير الاقتصاد الإيراني "إحسان خاندوزي" اليوم (الأربعاء) على هامش اجتماع مجلس الوزراء للصحفيين: "يُعدّ البنك الإسلامي للتنمية أحد أهمّ المراجع الدولية المُستخدمة لتمويل المشاريع، وسيتم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس هذا البنك في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل بحضور 47 دولة." وأضاف: "للأسف، لم يتمّ تقديم تمويل من قبل هذا البنك في السنوات الماضية، وكانت إحدى أولوياتنا إزالة العقبات أمام سداد أقساط البلاد، وذلك بهدف حصولنا على تمويل من هذا البنك لـ 11 مشروعًا عمرانيًا." وأكد خاندوزي قائلاً: "لقد تحقق هذا الأمر بالفعل، وقد تمكنا من تجاوز العقوبات في سداد ديون إيران لهذا البنك، وتم تسوية جميع ديوننا في العام الإيراني الماضي (1402)، كما بدأت عملية سداد أقساط المشاريع العمرانية."

أكمل القراءة ...

في سابقة من نوعها في السوق المصرفية السورية أطلق بنك البركة خدمة “فوراً“ المختصة بتسهيل عمليات السحب والإيداع النقدي لمتعاملي بنك البركة بما فيها أصحاب الحسابات الإلكترونية من خلال شبكة معتمدين منتشرة في جميع أرجاء سورية. وبهذه المناسبة صرّح الأستاذ محمد حلبي الرئيس التنفيذي لبنك البركة قائلاً: إنّ أهم ما يميّز خدمة "فوراً" هو تقديمها لحلول تناسب وتغطي أغلب احتياجات الإخوة المتعاملين من جميع فئات المجتمع, حيث قام بنك البركة بتوفير شبكة معتمدين منتشرين في معظم المحافظات والمدن, وهذه الشبكة قابلة للتوسع لتكون قريبة جداً من أماكن تواجد متعاملي البركة وعلى مدار الساعة لمساعدتهم في تنفيذ عمليات السحب والإيداع لتغذية حساباتهم دون الحاجة لزيارة أياً من فروع البنك مع المحافظة على مستوى عالي من الأمان وبأقل جهد وتكلفة على المتعامل, كما أن لخدمة فوراً هدف اجتماعي وتنموي من خلال المساهمة في خلق فرص عمل جديدة, حيث تتيح لأصحاب المحال الراغبين بالانضمام إلى شبكة معتمدي بنك البركة فرصة لتوسيع أعمالهم وتحقيق دخل إضافي عبر العمولات المحصلة من تنفيذ العمليات. وأضاف حلبي قائلاً: عمل البنك سابقاً على تسهيل عمليات فتح الحساب من خلال إتاحة إمكانية فتح حساب إلكتروني للمتعامل دون الحاجة لزيارة فرع البنك، حيث أن هذا الحساب وعند قيام المتعامل بتغذيته يتيح له ومن خلال تطبيق البركة تنفيذ العمليات المصرفية المختلفة من تسديد فواتير الخدمات وغيرها بالإضافة لعمليات التسديد عبر البطاقات مثل خدمة أنجز. وقد قدم بنك البركة عدة قنوات تواصل تمكن الراغبين باعتمادهم كمعتمدين من إتباعها وهي: •    تسجيل طلب من خلال موقع بنك البركة الإلكتروني ضمن الرابط https://albaraka.com.sy/Agent/ •    التواصل مع الرقم 0954444481 من خلال الواتس أب وتسجيل الطلب

أكمل القراءة ...

الكويت – مباشر: حدد بنك الكويت الدولي سعراً استرشادياً أولياً لطرح صكوك من الشريحة الأولى. وحسب ما أظهرته وثيقة، فقد حدد البنك سعراً أولياً نحو 7%؛ لطرح صكوك من الشريحة الأولى لأجل خمس سنوات ونصف. ويتوقع أن يجمع "الكويت الدولي" صكوك بـ300 مليون دولار من بيع الصكوك؛ وفق رويترز. وأفادت تقارير بالأمس أن "الدولي" عين بنوكاً قبل طرح مقرر لصكوك إضافية من الشريحة الأولى، فقد اختار بنكي سيتي، وستاندرد تشارترد منسقين عالميين مشتركين للطرح، واختار بنوكاً للإدارة المشتركة للطرح وإدارة الدفاتر. وسبق ذلك إعلان بنك الكويت الدولي في 8 أبريل/نيسان 2024، حصوله على موافقة هيئة أسواق المال، لإصدار صكوك ضمن الشريحة الأولى لرأس المال بمبلغ لا يتجاوز 300 مليون دولار أمريكي، ووافقت الهيئة على نشرة اكتتاب تلك الصكوك. يُشار إلى أن أرباح "الكويت الدولي"ارتفعت بنسبة 40.4% لتسجل 19.09 مليون دينار خلال 2023، مقابل أرباح بـ13.59 مليون دينار خلال عام 2022.

أكمل القراءة ...

عمان  أعلن البنك العربي الإسلامي الدولي نتائج أعمال البنك عن السنة المالية المنتهية 2023، حيث حقق البنك العام الماضي أرباحا بلغت 35 مليون دينار بعد الضريبة. ووافقت الهيئة العامة لشركة البنك العربي الإسلامي الدولي خلال اجتماعها العادي برئاسة رئيس مجلس أدارة البنك محمد سعيد شاهين، على توزيع أرباح بمبلغ 20 مليون دينار نقداً أي ما يعادل 20 بالمئة من رأس مال البنك للمالك والمساهم الوحيد البنك العربي. وكشف شاهين في بيان صحفي أمس الثلاثاء عن نتائج أعمال البنك عن السنة المالية المنتهية، حيث بلغت التسهيلات الائتمانية المباشرة 1,975 مليون دينار مقابل 1.919 مليار دينار لعام 2022 بنسبة نمو 3 بالمئة، فيما بلغ رصيد ودائع العملاء والتأمينات النقدية (بما فيها الودائع المقيدة) 2.933 مليار دينار مقابل 2.772 مليار دينار لعام 2022 بنسبة نمو 6 بالمئة. كما حافظ البنك على نفس مستوى الأرباح المحققة للعام 2022 بتحقيقه ربحاً بمبلغ 35 مليون دينار بعد الضريبة. أما مجموع حقوق الملكية فقد ارتفع عام 2023 إلى 273 مليون دينار مقابل 262 مليون في عام 2022 بنمو 4 بالمئة، وبلغ العائد على الموجودات 1.2 بالمئة وبلغ العائد على حقوق الملكية 12.9 بالمئة، أما معدل كفاية رأس المال فقد بـلغ 19.26 بالمئة، متجاوزاً النسبة المطلوبة من قبل البنك المركزي الأردني والبالغة 12 بالمئة. وفي نهاية الاجتماع تقدم السيد شاهين بالشكر إلى عملاء البنك على ثقتهم ومساندتهم المتواصلة والتي مكنت البنك من تحقيق هذه النتائج، كما توجه بالشكر والتقدير لكل من دائرة مراقبة الشركات والبنك المركزي الأردني ممثلا بإدارته وبأجهزته الفنية لجهودهم ومهنيتهم العالية وحرصهم على الارتقاء بأداء ومكانة الجهاز المصرفي الأردني، ولإدارة وموظفي البنك العربي الإسلامي الدولي على إخلاصهم وتفانيهم وحرصهم على مصالح البنك وعملائه وسعيهم الدائم على تقدمه وازدهاره. من جهته، أوضح مدير عام البنك إياد العسلي خلال الاجتماع أنه تم تحقيق تلك النتائج بالرغم من استمرار الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تشهدها بيئة الأعمال نتيجة التداعيات الناجمة عن التطورات الدولية وارتفاع مستويات التضخم علاوة على زيادة المخاطر المرتبطة بأسعار الفوائد المرتفعة. وأكد العسلي بأن البنك تمكن من تحقيق تلك النتائج والانجازات المتميزة في كافة جوانب العمل بفضل كفاءة سياسات الادارة وواقعتها وقدرتها على التعامل مع كافة الفرضيات والتوقعات والمستجدات الراهنة ، حيث استطاع البنك خلال العام 2023 أن يمضي قدماً في مشاريعه المخطط لها، كما أظهرت مؤشراته المالية تحقيق نتائج جيدة تتناسب مع ما جرى التخطيط له ضمن الخطة الاستراتيجية وبما يسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني وإنجاح خطط الإصلاح والتنمية، معرباً عن بالغ التقدير لعملاء البنك على ثقتهم الراسخة بنا ، والتي مكنت البنك من تحقيق هذه النتائج.

أكمل القراءة ...

أعلن بنك دبي الإسلامي، عن نتائجه المالية للربع الأول من العام 2024، محققاً 1.66 مليار درهم بارتفاع 11% مقارنة مع 1.50 مليار درهم في الربع الأول من العام الماضي. وسجل صافي الأرباح (ما قبل الضريبة) نموًا بنسبة 22% على أساس سنوي، ليصل إلى 1,85 مليار درهم، نتيجة لارتفاع إجمالي الدخل وتراجع رسوم انخفاض القيمة. وبلغ صافي التمويلات واستثمارات الصكوك بنمو نسبته 3% حتى تاريخه من العام، ليصل إلى 277 مليار درهم، كما وصل إجمالي الاكتتابات واستثمارات الصكوك الجديدة في الربع الأول من عام 2024 إلى 21.1 مليار درهم، مقارنة مع 20.8 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وشهد هذا الفصل من العام نموًا صافيًا في التمويلات الجديدة ومدفوعات الصكوك لتصل إلى 8.9 مليار درهم مقارنة بـ 1.9 مليار درهم في العام السابق. وبلغ إجمالي الدخل 5,60 مليار درهم مقارنة بـ4,43 مليار درهم، مسجلاً نمواً قوياً بنسبة 26.5% على أساس سنوي. وحقق صافي الإيرادات التشغيلية نمواً قوياً بنسبة 8.8% على أساس سنوي ليصل إلى 2,998 مليار درهم. وبلغ صافي الأرباح التشغيلية 2,14 مليار درهم، مسجلاً نمواً بنسبة 6.7% على أساس سنوي مقارنة مع 2,01 مليار درهم في الربع الأول من عام 2023. وشهدت الميزانية العمومية توسعاً قوياً بنسبة 4% حتى تاريخه من العام لتصل إلى 327 مليار درهم. وسجلت ودائع المتعاملين نمواً قوياً لتصل إلى 236 مليار درهم، بزيادة قدرها 6% حتى تاريخه من العام، حيث تشكل الحسابات الجارية وحسابات التوفير ما نسبته 38% من قاعدة ودائع بنك دبي الإسلامي. وتراجعت خسائر انخفاض القيمة لتصل إلى 299 مليون درهم مقارنة مع 496 مليون درهم في الربع الأول من عام 2023، بانخفاض كبير قدره 40% على أساس سنوي. وانخفض معدل التمويلات غير العاملة إلى 4.97% مقارنة مع 5.40% في نهاية عام 2023، أي أقل بـِ 43 نقطة أساس حتى تاريخه من العام. وارتفعت التغطية النقدية إلى 93% بزيادة 300 نقطة أساس حتى تاريخه من العام. وارتفع معدل التكلفة إلى الدخل بشكل طفيف بواقع 120 نقطة أساس حتى تاريخه من العام، و140 نقطة أساس على أساس سنوي، ليصل إلى 28.3% مع استمرار البنك في بناء موارده في المجالات والوظائف الرئيسية بما يتماشى مع استراتيجيته للنمو. وحافظت السيولة على مستويات صحية مع وصول نسبة تغطية السيولة إلى 167.6%. وحافظت معدلات العوائد على الموجودات والعوائد على حقوق الملكية الملموسة (ما قبل الضريبة) على قوتها عند 2.3% بارتفاع بلغ 20 نقطة أساس حتى تاريخه من العام و20.4% بارتفاع بلغ 40 نقطة أساس حتى تاريخه من العام، على التوالي. •بلغ معدّل الشقّ الأول بالنسبة لرأس المال المشترك (CET1) 13.1% (بارتفاع بلغ 30 نقطة أساس حتى تاريخه من العام)، ووصل معدل كفاية رأس المال (CAR) إلى 17.5% (بارتفاع بلغ 20 نقطة أساس حتى تاريخه من العام). وأعلن البنك التوصل إلى تسوية مع شركة «إن إم سي» للرعاية الصحية، سيحصل البنك بموجبها على مقابلٍ نقديٍ وسندات «هولدكو» كتسوية لمطالبات معينة.   نمو اقتصادي وقال معالي محمد إبراهيم الشيباني مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي ورئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي، على الرغم من الظروف الصعبة في السوق على خلفية بيئة المعدلات المرتفعة والاضطرابات الجيوسياسية، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على صمودها مستمرة بنموها الاقتصادي مع تعزز الثقة في الأعمال التجارية، وزيادة التدفقات المالية من السياحة، وتوسيع مستويات مؤشر مديري المشتريات. وشهدت السوق المالية المحلية أنشطة قوية من عمليات إدراج جديدة، وكذلك من مؤسسات حققت عائدات جيدة للمساهمين والمستثمرين. ولا يزال النظام المصرفي في الدولة يتمتع برسملة جيدة مدعومًا بارتفاع الإيرادات مع استقرار التمويل والسيولة. وأضاف، وحافظ بنك دبي الإسلامي على مكانته كلاعبٍ قوي وصلبٍ في السوق. وعلى الرغم من طرح ضريبة الشركات والبدء باحتسابها ضمن إيراداتنا، فضلاً عن التوترات الإقليمية، فقد تمكن البنك من تحقيق صافي أرباح (ما قبل الضريبة) بقيمة 1.85 مليار درهم، محققاً نمواً قوياً بنسبة 22% على أساس سنوي.   استقرار مالي وقال الدكتور عدنان شلوان الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي، لا تزال الأسواق العالمية متقلبة مع ارتفاع مستويات التضخم وعدم الاستقرار الإقليمي، مما أدى إلى المزيد من التحديات التجارية. وحافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على قوتها، التي لم تتأثر كثيراً بالأحداث العالمية، مدعومة بأسس قوية للأعمال وبسياسات اقتصادية حكيمة مهدت الطريق لتحقيق نمو مستمر في كل من القطاعين العام والخاص على مدى السنوات القليلة الماضية. وحافظ القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة على صحته واستقراره المالي، ليستمر في دعم نمو الائتمان في القطاعات الرئيسية مثل الإنشاءات والتصنيع بالإضافة إلى قطاعات تجارة التجزئة والجملة. وأضاف، واصلت الميزانية العمومية للبنك التوسع لتصل الآن إلى 327 مليار درهم، مما يمثل نمواً مستقراً نسبته 4% حتى تاريخه من العام. وقد تم دعم نمو البنك بتمويلات جديدة عبر الأعمال الرئيسية بلغت قيمتها 21 مليار درهم خلال هذا الربع. ونحن نواصل تعزيز دفتر الدخل الثابت لدينا من خلال محفظة الصكوك التي وصلت الآن إلى 76 مليار درهم، مسجلة زيادة كبيرة نسبتها 11% منذ بداية العام وحتى تاريخه. ويسرنا توصل بنك دبي الإسلامي إلى تسوية بشأن تعرضه لشركة «إن إم سي» للرعاية الصحية، أدت إلى تحسن في جميع مقاييس جودة الموجودات. كما يهمني الإشارة إلى أن تطلعاتنا في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لا تزال تحظى باهتمام بالغ، مع نجاحنا بإصدار ثالث صكوك مستدامة بقيمة مليار دولار، ليصل إجمالي إصداراتنا للصكوك المستدامة الآن إلى 2.75 مليار دولار. وعلاوة على ذلك، لعب البنك دور مدير رئيسي مشترك ومدير اكتتاب في العديد من صفقات الصكوك المستدامة، حيث قام بترتيب تمويلات بقيمة 1.85 مليار دولار لمصدري صكوك ضمن المنطقة خلال هذا الربع، مما يعكس قدراتنا القوية في أسواق رأس المال الإسلامية الخضراء والمستدامة.   الأداء التشغيلي ارتفع إجمالي دخل البنك في الربع الأول من عام 2024 ليصل إلى 5,60 مليار درهم، بنمو قوي نسبته 27% على أساس سنوي، مقارنة مع 4,43 مليار درهم إمارتي في الفترة نفسها من العام السابق. وارتفع الدخل غير الممول بنسبة 44% على أساس سنوي خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مدعوماً بالرسوم والعمولات والدخل من أنشطة أخرى حققت مكاسب بنود لمرة واحدة. وسجل صافي الإيرادات التشغيلية نمواً بنسبة 9% على أساس سنوي ليصل إلى 2,99 مليار درهم، مقارنة مع 2,75 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت الأرباح قبل احتساب مخصصات انخفاض القيمة بنسبة 7% على أساس سنوي، لتصل إلى 2,14 مليار درهم مقابل 2,01 مليار درهم. وبلغت رسوم انخفاض القيمة 299 مليون درهم بانخفاض ملحوظ نسبته 40% على أساس سنوي. وبلغت النفقات التشغيلية 849 مليون درهم هذا الربع من العام مقابل 742 مليون درهم في الفترة نفسها من العام السابق بزيادة بلغت نسبتها 14.4% على أساس سنوي، وذلك على خلفية ارتفاع الأجور والنفقات الإدارية. وبلغ معدل التكلفة إلى الدخل 28.3% بزيادة قدرها 140 نقطة أساس على أساس سنوي. ارتفع صافي الأرباح (ما قبل الضريبة) بنسبة 22% على أساس سنوي لتصل إلى 1,85 مليار درهم. وبلغ هامش صافي الأرباح 3.0%، تماشيًا مع أهداف العام بأكمله. كما بلغ معدل العائد على الموجودات ومعدل العائد على حقوق الملكية الملموسة (ما قبل الضريبة) 2.3% بارتفاع بلغ 20 نقطة أساس حتى تاريخه من العام، و20.4% بارتفاع بلغ 40 نقطة أساس حتى تاريخه من العام، على التوالي.   اتجاهات الميزانية العمومية بلغ صافي التمويلات واستثمارات الصكوك 277 مليار درهم، بزيادة نسبتها 3.3% حتى تاريخه مقارنة مع 268 مليار درهم إماراتي للسنة المالية 2023. كما شهد بنك دبي الإسلامي نمواً سنوياً مستقراً في إجمالي التمويلات الجديدة والصكوك خلال الربع الأول من عام 2024، لتصل إلى حوالي 21.2 مليار درهم، بزيادة بلغت نحو 2% مقارنة مع 20.8 مليار درهم في الربع الأول من عام 2023. وسجلت الاكتتابات الجديدة لتمويل الأفراد نمواً بنسبة 19% على أساس سنوي لتصل إلى 6.2 مليار درهم، مدفوعة بشكل أساسي بأنشطة التمويل الشخصي وتمويل السيارات وقفزة في التمويل العقاري. وعلى صعيد آخر، بلغت التمويلات المؤسسية الجديدة 7.2 مليار درهم. واستمرت عمليات السداد الروتينية للتمويلات المؤسسية خلال هذه الفترة بتحقيق تدفقات مالية بمعدل أبطأ بما مجموعه 8.7 مليار درهم، منخفضة من 13.6 مليار درهم في الربع الأول من عام 2023. وبالإضافة إلى ذلك، استمر تراجع زخم التسويات المبكرة خلال الفترة بنسبة 27% على أساس سنوي ليصل إلى 3.2 مليار درهم مقارنة مع 4.3 مليار درهم للفترة نفسها من العام الماضي. وقد أدى ذلك إلى نمو إضافي إيجابي في صافي التمويلات بقيمة 1.5 مليار درهم في محفظة بنك دبي الإسلامي خلال الربع الأول من عام 2024. وسجلت ودائع المتعاملين 236 مليار درهم بزيادة قدرها 6.2% حتى تاريخه من العام. وبلغت الحسابات الجارية وحسابات التوفير 89 مليار درهم بزيادة قدرها 9.1% حتى تاريخه من العام لتمثل حوالي 38% من الودائع. واستمر التحول إلى ودائع الوكالة (الودائع الاستثمارية) خلال العام، وذلك بسبب المعدلات العالمية الحالية. وبلغت نسبة تغطية السيولة 167.6% منخفضة من 188.7% للسنة المالية 2023، ولكنها بقيت أعلى من المتطلبات التنظيمية، مما يعكس قوة سيولة البنك. وتحسنت نسبة التمويلات غير العاملة لتبلغ 4.97%، بانخفاضٍ معدله 43 نقطة أساس مقارنة مع 5.40% في السنة المالية 2023. وانخفضت القيمة المطلقة للتمويلات غير العاملة بنسبة 7.6% من 11.5 مليار درهم في نهاية عام 2023 لتصل إلى 10.6 مليار درهم. ويعزى هذا التحسن في المقام الأول إلى التسوية التي توصل إليها بنك دبي الإسلامي مع شركة «إن أم سي» للرعاية الصحية والتي سيحصل بموجبها على مقابلٍ نقدي وحصة في «هولدكو» مقابل التعرض المستحق. وبناء على ذلك، تحسنت نسبة تغطية بنك دبي الإسلامي بشكل ملحوظ منذ بداية العام وحتى تاريخه بمقدار 300 نقطة أساس لتصل إلى 93%. وسجلت تمويلات المرحلة الأولى نمواً بنسبة 1% لتبلغ الآن 184 مليار درهم، بينما حافظت تمويلات المرحلة الثانية على استقرارها عند 14 مليار درهم ؛ وكلاهما مغطى بشكل جيد. وفي سياق مشابه، تحسنت تغطية المرحلة الثالثة إلى 72.8% (بزيادة 450 نقطة أساس) مقارنة مع السنة المالية 2023، حيث انخفض التعرض للمرحلة الثالثة إلى ما يقل عن 11 مليار درهم، وهو أدنى مستوى على مدار السنوات الثلاث الماضية.   أداء الأعمال في الربع الأول  سجلت أعمال الخدمات المصرفية للأفراد 57 مليار درهم، بزيادة قدرها 2% حتى تاريخه من العام. وبلغت قيمة إجمالي الاكتتابات الجديدة خلال هذا العام 6.2 مليار درهم بزيادة قدرها 19% على أساس سنوي مقارنة مع 5.2 مليار درهم. وسجل هذا القطاع نمواً قوياً على مستوى جميع أعماله وبالأخص تمويل السيارات. وعلى الرغم من تسجيل عمليات سداد روتينية بقيمة 4.8 مليار درهم، أضافت محفظة الخدمات المصرفية للأفراد 1.4 مليار درهم من الاكتتابات الجديدة في الربع الأول من عام 2024، مقارنة مع 1 مليار درهم في الربع الأول من عام 2023. وسجلت هذه الأعمال نمواً في إيراداتها المختلطة بواقع 46 نقطة أساس، على أساس سنوي، لتصل إلى 7%. وبشكل منفصل، على صعيد التمويل، ارتفعت ودائع المتعاملين بنسبة 2% حتى تاريخه من العام، لتصل إلى 90 مليار درهم، في حين حافظت الحسابات الجارية وحسابات التوفير على استقرارها على أساس سنوي عند حوالي 47 مليار درهم. وتبلغ قيمة محفظة الخدمات المصرفية للشركات الآن 144 مليار درهم، بزيادة نسبتها حوالي 1% حتى تاريخه من العام. وسجلت إيرادات هذا القطاع نمواً كبيراً لتصل إلى 796 مليون درهم، بزيادة قدرها 7% على أساس سنوي. وارتفعت عائدات محفظة التمويل المؤسسي بمعدل 66 نقطة أساس، على أساس سنوي، لتصل إلى 6.7%، مقارنة مع 6.1%. أما على صعيد التمويل، فقد ارتفعت ودائع الشركات بنسبة 9% حتى تاريخه من العام، بينما ارتفعت الحسابات الجارية وحسابات التوفير بنسبة 23% حتى تاريخه من العام، على خلفية استمرار البنك بجذب عملاء مؤسسين استراتيجيين. وواصلت محفظة الخزانة لعب دور قوي في دعم نمو بنك دبي الإسلامي باعتبارها الجهة المسؤولة عن دفتر الدخل الثابت للبنك. وتبلغ قيمة محفظة الصكوك الاستثمارية الآن 76 مليار درهم، بزيادة ضخمة قدرها 37% على أساس سنوي، و11% حتى تاريخه من العام، لتشكل حصة كبيرة تبلغ نسبتها 23% من موجودات البنك. وبلغ إجمالي الاستثمارات الجديدة في الصكوك 7.8 مليار درهم خلال العام، بزيادة قدرها 56% على أساس سنوي. وسجلت المحفظة عائدات قوية بنسبة 4.8%، بزيادة قدرها 27 نقطة أساس على أساس سنوي.  

أكمل القراءة ...

أعلن مصرف الإنماء الإعلان عن نتائج اجتماع الجمعية العامة غير العادية رقم (5) (الاجتماع الثاني)، والذي عُقد يوم الثلاثاء، حيث تضمنت على توصية مجلس الإدارة بزيادة رأسمال المصرف عن طريق رسملة جزء من رصيد الأرباح المبقاة وإصدار أسهم منحة بواقع سهم لكل 4 أسهم، وذلك بزيادة رأس المال من 20 مليار ريال، مقسما إلى  ملياري سهم، إلى 25 مليار ريال، مقسما إلى 2.5 مليار سهم، بنسبة زيادة 25%. وقالت الإدارة إن هذه الزيادة تهدف إلى تعزيز مكانة المصرف المالية بما يسهم في تحقيق أهدافه الاستراتيجية. كما ستتم الزيادة من خلال رسملة مبلغ 5 مليار ريال من حساب الأرباح المبقاة، وذلك بمنح سهم واحد لكل أربعة أسهم مملوكة. وفي حال الموافقة على البند، سيكون تاريخ أحقية المنحة لمساهمي المصرف المالكين للأسهم يوم انعقاد الجمعية العامة غير العادية المقيدين في سجل مساهمي المصرف لدى مركز إيداع للأوراق المالية في نهاية ثاني يوم تداول يلي تاريخ الاستحقاق.

أكمل القراءة ...

تقارير

        الرياض - نشأت فكرة الصكوك أو التصكيك منذ أكثر من نصف قرن وتحديدًا منذ 53 عامًا، وتمتد بذلك رحلة الصكوك لأكثر من نصف قرن من الزمان. وبدأت الصكوك بالظهور على ساحة العالم الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 م، مع إصدار الهيئة الوطنية الحكومية للرهن العقاري لصكوك تستند على القروض المضمونة بالرهن العقاري، وكان ذلك أول ظهور له معتمدًا على فكرة بيع القروض والديون وتداولها. ووصلت الصكوك في الوقت الحالي لانتشار كبير في أسواق المال المختلفة حول العالم، وتضم السوق السعودية 53 صك حكومي، و4 صكوك للشركات، ومنها 2 فقط مدرجين للتداول بالسوق، هما صكوك الكثيري 1 وصكوك الراجحي. وتتلخص فكرة الصكوك في الهدف الأساسي منها وهو ربط الديون الأصلية بالأوراق المالية مباشرة، وذلك من خلال تجميع الديون وتكوين محفظة، ثم إصدار أوراق مالية مقابل تلك المحفظة المالية المضمونة بضماناتها. 7 دوافع لإصدار الصكوك وتتمثل الدوافع الأساسية لإصدار الصكوك الاستثمارية في عدة نقاط، يأتي في مقدمتها : 1. تسهيل عملية تسييل الأصول، وذلك بإعادة تدوير الأموال المستثمرة دون الحاجة للانتظار حتى يتم تحصيل الحقوق المالية على آجلها المختلفة، لأن عملية التصكيك تسهم في تحويل الأصول غير السائلة إلى أصول سهلة التسييل. 2. خفض تكلفة التمويل والمخاطر، لأن تحويل الأصول إلى صكوك يسمح بزيادة مصادر التمويل والوصول لمستثمرين جدد يستهدفون الاستثمار من خلال تمويلات طويل ومتوسطة الأجل. 3. وتتسم الصكوك بانخفاض درجة المخاطر لأنها مضمونة بضمانات عينية وهي الأصول، وإضافةً إلى ذلك فأن عملية التصكيك تتطلب فصل محفظة التصكيك وما يتعلق بها من ضمانات عن باقي الأصول المملوكة للشركة المصدرة للصكوك. 4. تعمل الصكوك على تنشيط سوق المال بتوفير مصادر تمويل جديدة وتنويع المعروض فيها من الأوراق المالية، وكذلك تنشيط سوق تداول الصكوك، وتمكن من تمويل النشاطات الاقتصادية الضخمة، وتمثل صكوك صكوك الكثيري 1 نموذجًا مثاليًا لذلك كأحد الصكوك المدرجة بسوق تداول السعودية. 5. وتسهم الصكوك في رفع القدرة الائتمانية للشركة المصدرة لها وتحسين هيكلها التمويلي، حيث أن التوريق يتطلب التصنيف الائتماني للمحفظة بصورة مستقلة عن الشركة ذاتها، ومن ثم يكون تصنيفها الائتماني مرتفعًا. 6. الموائمة بين آجال التمويل، ومصادر واستخدامات التمويلات، فالصكوك تساعد الشركة المصدرة في الحصول على السيولة اللازمة لسداد التزاماتها قصيرة الأجل. 7. وحول المصارف فبطبيعتها لديها محافظ حقوق مالية بمبالغ كبيرة متمثلة فيما تمنحه من قروض وتسهيلات ائتمانية، وبالتالي فعملية التصكيك تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لها وهي تحسين معدل كفاية رأس المال في ظل معايير بازل 2، وتحسين المواءمة بين آجال الأصول والالتزامات والحصول على التمويل اللازم لمنح قروض جديدة، وتنويع أفضل لمخاطر الائتمان وخفض تكلفة التمويل وتنويع مصادره. خصائص الصكوك المالية هناك عدة خصائص تميز الصكوك عن غيرها من أدوات الاستثمار الأخرى، وساهمت تلك الخصائص في انتشارها انتشارًا واسعًا، ومن أهمها، أنها وثائق تصدر باسم مالكها وبفئات متساوية القيمة، وذلك لأنها تمثل حصصاً شائعة في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص بهدف تيسير التداول عليها فتشبه الأسهم والسندات في ذلك. والصكوك الإسلامية تصدر وتتداول وفقًا لشروط وضوابط شرعية وتخصص حصيلتها للاستثمار في مشاريع تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتقوم على أساس عقود شرعية، ووفقًا لصيغ التمويل الإسلامية مثل المشاركات والمضاربات وغيرها. ويمكن للصكوك أن نضيف خاصية أخرى وهي أن مالك الصك مشارك في الموجود، ما يعني أن مالكي الصكوك يشاركون في عوائدها وفق اتفاق توضحه الشركة في نشرة الإصدار، ويتحملون كذلك خسائرها. أنواع الصكوك المالية على أساس الملكية صكوك المضاربة: وهي أداة استثمارية تقوم على تجزئة رأس مال الإقراض «المضاربة» بإصدار صكوك ملكية برأسمال، وتكون على أساس وحدات متساوية القيمة، ومسجلة بأسماء أصحابها باعتبارهم يملكون حصصًا شائعة في رأسمال المضاربة وما يتحول إليه بنسبة ملكية كل منهم فيه. صكوك المشاركة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لاستخدام حصيلتها في انشاء مشروع أو تطوير مشروع قائم، أو في تمويل نشاط على أساس عقد من عقود المشاركة، ويصبح المشروع أو موجودات النشاط ملكًا لحملة الصكوك في حدود خصصهم. صكوك الوكالة بالاستثمار: وهي وثائق مشاركة ممثل مشروعات أو أنشطة تدار على أساس الوكالة بالاستثمار بتعيين وكيل عن حملة الصكوك لإدارتها. صكوك المزارعة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها في تمويل مشروع على أساس المزارعة، ويصبح لحملة الصكوك حصة في المحصول وفق ما حدده العقد. أنواع الصكوك المالية على أساس المعاوضات صكوك المرابحة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لتمويل شراء سلعة المرابحة، وتصبح سلعة المرابحة مملوكة من حملة الصكوك. صكوك الاستصناع: وهي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها تصنيع سلعة، ويصبح المصنوع مملوكًا لحاملي الصكوك صكوك السلم: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لتحصيل رأس مال السلم. صكوك الإجارة: وهي وثائق ذات قيمة متساوية تمثل حصصًا شائعة في ملكية أعيان موجرة أو موعود بتأجيرها أو منافع أو خدمات، وهي قائمة على أساس عقد الإجارة. ويذكر أن صكوك الكثيري 1 صدرت بقيمة 1000 ريال للصك، وبعائد نسبته 8.5 بالمائة، ويقدر بنحو 43.44 ريال توزع كل 6 أشهر. ونقترب في الوقت الحالي من موعد توزيع العوائد المالية حيث تقرر أن تكون في 30 سبتمبر / أيلول الجاري. وتعمل شركة الكثيري القابضة في إدارة الشركات التابعة لها أو المشاركة في إدارة الشركات الأخري التى تساهم فيها وتوفير الدعم اللازم لها وامتلاك حقوق الملكية الصناعية من براءات الإختراع والعلامات التجارية والصناعية وحقوق الإمتياز وغيرها من الحقوق المعنوية واستغلالها وتأجيرها للشركات التابعة لها أو لغيرها.

أكمل القراءة ...

        د. هايدي عيسى حسن * مدرس بقسم القانون الدولي الخاص كلية الحقوق – جامعة القاهرة القاهرة - أشارت (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة) نشرتها مجلة الاقتصاد الاسلامي مؤخرا بعنوان ( تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تحت مجهر الواقع ) الى أن التقنين بات أمرًا واقعًا في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، بل وتناوله بالبيان الفقه الأجنبي حتى صار شأنًا لا يمكن بأي حال غضُّ الطرف عنه؛ حيث أصدرت الدول العربية والإسلامية بلا استثناء قوانين متعددة، في ضوء الحاجة الماسة إلى تنظيم كثير من المسائل المُجتمعية. وإذا تحدثنا على مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، فقد ذكر بعض الفقهاء أنَّ تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعدُّ تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا، إلا أنَّ التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام دينٌ وقومية، ولنا في قول الله جل في علاه آية، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية92. وقد تناولت الباحثة في الحلقة الأولى من الدراسة أبرز الأبعاد التاريخية للتقنين، وغايات التقنين والفئات المستفيدة منه، وفي هذه الحلقة سوف تتناول واقع التقنينات الإسلامية وموقف القانون والقضاء الأجنبي منها. * التقنينات الإسلامية في ميزان القانون والقضاء الأجنبي : لعل من اللافت أن يُعثَر بين ثنايا الفقه الغربي على دلائل تبرهن على اهتمامهم بتناول مسألة تقنين الشريعة الإسلامية، وتحديدًا من قبل الفقه الأوروبي؛ ولقد كان حتميًّا بعد الوصول لهذه النتيجة ألا يقف البحث عندها، بل يتتبع باقي خيوطها ليُرى هل الفقه والقضاء الأجنبي أنصف فكرة التقنين أم لا؟ وأيًّا ما كان الجواب فمن الطبيعي البحث كذلك عن مواقف بعض المحاكم الأجنبية من تطبيقها للشريعة؟ ليُوجه لها السؤال: هل أنصفت أحكامها القضائية الشريعة الإسلامية وطبقتها حقَّ تطبيقها؟ أولاً: أبعاد دور القانون الأوروبي في التقنين الإسلامي: لعله كان منطقيًّا أن يكون من بين الأمور التي تستوقف الباحث في خضم موضوع الدراسة عثوره أثناء البحث على بعض محاولات الفقه الغربي لتقنين المعاملات الإسلامية، وذلك إلى جانب بيان ما أداه الفقه الأجنبي – الأوروبي تحديدًا – من دور في الإحياء التشريعي الإسلامي، قوامه وجود تدخلات أجنبية في القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية(1)، بحسب تصريح الدكتور «ليوناردو وود» في أطروحته للدكتوراه بجامعة هارفارد، التي تُرجِمت إلى اللغة العربية . وعن أبعاد الدور المذكور فقد أظهر «وود» عبر العديد من الأدلة أنَّ التفاعل المتزايد مع المجالات الدراسية الأوروبية ذات الصلة بالنظرية القانونية المقارنة والتشريع الإسلامي ساعد – وبمرور الوقت – على إلهام زعماء الأحياء ومساعدتهم في تطوير نسخة حديثة وقانونية من التشريع الإسلامي؛ وبناءً عليه فوجهة النظر هذه التي أطلقها «وود» سيكون لها بطبيعة الحال تداعيات مهمة على فهم التاريخ المصري ككل، وكذا التاريخ القانوني الإسلامي، بل تاريخ القانون المقارن، وكذا التداخلات أو التفاعلات متعددة الأوجه والمثيرة للجدل بين الفكر الأوروبي والإسلام إبان الحقبة الاستعمارية؛ كبعد أوسع للمسألة . وبعد الطرح السابق؛ مازال التساؤل قائمًا: هل ما سبق يعني أن الفقه الأجنبي يجنح لقبول التقنينات الإسلامية أم لا؟ وأبعد من ذلك؛ فماذا عن تطبيق المحاكم الأجنبية للشريعة الإسلامية؟ ولن أقول للتقنينات الإسلامية؛ فهل تطبق المحاكم المذكورة مقتضيات الشريعة الإسلامية إذا اقتضت حيثيات القضية ذلك، إذعانًا بأن التقنين الفعلي من قبل السلطة التشريعية المختصة لم ير النور بعد؛ هذا هو ما ستوضحه السطور القادمة. ثانياً: مواقف بعض الأحكام الأجنبية من تطبيق الشريعة الإسلامية حال عدم وجود تقنين: لعل مما يكمل الطرح تتبع بعض ردود الأفعال حيال مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من واقع أحكام المحاكم الأجنبية التي طُرحت أمام محاكمها مثل هذه المنازعات؛ فما فتئت دلائل أهمية تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تتسلسل واحدة تلو الأخرى، وإن أتى في مقدمتها تنوع صور الخدمات المصرفية الإسلامية حول العالم، وإنشاء مؤسسات مالية إسلامية في دول كالمملكة المتحدة، وفرنسا،وألمانيا، ولوكسمبورج التي قيل عنها: إنها تعتبر موطنًا فريدًا أو مميزًا للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة. وقبل مغادرة هذا المقام تحديدًا تجدر الإشارة إلى أن ما وصلت إليه فرنسا من مواقف لم يأتِ بين عشية وضحاها؛ فلطالما تساءل الفقه الفرنسي نفسه: لماذا لايزال النظام المالي والمصرفي الفرنسي لا يوفر للمسلمين في فرنسا – الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في العالم الغربي – إمكانية الوصول إلى مجموعة من الخدمات المالية والمصرفية التي تتفق وتوجهاتهم الدينية؟. وإجمالاً فلقد آثرتُ أن أطرح هنا الرأي والرأي الآخر؛ فإذا كان تقنين المعاملات المالية الإسلامي قد صاحبه قبول لدى قضاة المحاكم الأجنبية بافتراض وجوده، أو بالأحرى تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية؛ فإن هذه الوقفة أضحت لازمة توضيحًا لأبعادها أولاً، واستظهارًا لحيثياتها ثانيًا، وتقييمًا لها ثالثًا. وعليه سعيت في هذه الجزئية ألَّا أبين الرأي المطروح فحسب، بل لزم الرد على ما قيل من ذرائع لعدم جواز تقنين الشريعة الإسلامية؛ رغم ما قابله تطبيق الشريعة الإسلامية من رواج وانتشار لدى المحاكم، لن أقول العربية بل الأجنبية، وبطبيعة الحال لدى هيئات التحكيم أيضًا؛ إلا أنه وللأسف – في المقابل – كان أحد الأسباب التي أُسست عليها الأحكام الرافضة لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ من ذلك القول بأن: 1- وصفهم للشريعة الإسلامية بأنها قانون وطني وليست تقنيناً دينياً أخلاقياً religious moral code، وترتيبًا على هذا الوصف فالشريعة الإسلامية إذن لا تَفِي بالمعايير المطلوبة! ولا أبلغ من الرد على هؤلاء بما قالوه هم أنفسهم؛ فوصفهم للشريعة بالتقنين دليلٌ صريح لا ضمني على اعترافهم بما لديها من المقوِّمات الدَّاعِمة لفرض تطبيقها، وقد مضى بيان أنَّ مجرد استقاء أحكام مثل هذه المعاملات المالية الإسلامية من أحكام الشريعة الإسلامية هو في حدِّ ذاته مدعاة لدحض أي شبه ذات صلة بعدم جواز تقنينه. أضف إلى ذلك ما ذُكِر عن حقِّ التقنين المستمد من أحكام الشريعة هو أنه رد إلى الله وإلى الرسول وليس خيارًا ثالثًا، واستُتبع البعض القول بأن القاضي المجتهد نادرٌ في زماننا. 2- «معظم القانون الإسلامي للمعاملات التجارية والمالية لم يتم تقنينه في ثوبٍ محدَّدِ المعالم؛ وإنما أُسِّس على الآراء المتباينة للمدارس الفقهية«؛ كحجة ثانية. والقول السابق هو الآخر مردودٌ عليه؛ فنص أطراف العقود المالية الإسلامية – دولية أم لا – على خضوع عقدهم للشريعة الإسلامية مقتضاه الامتثال للقرآن والسنة دونما تحديدٍ لمذهبٍ أو توجه بعينه ، أضف إلى ذلك ما لحق بالحجة السابقة من غرابة بدت ملامحها واضحة؛ كونها صادرة عن مدرسةٍ لا يعتمد نظامها القانوني على التقنين بحسب ما هو متعارف عليه، بل على السوابق والأعراف وهي (المدرسة القانونية البريطانية)! تعقيب: ثمة نقاط مهمة ظلت شاهدة على ما مضى توجَز فيما يأتي: – لا تُقلِّل الفاقة المذكورة من الصلاحية الذاتية للقانون الإسلامي ليكون قانونًا واجبَ التطبيق بوصفه قانونًا وطنيًّا؛ وإن لم يكن قانونًا مقنَّنًا؛ فهو «نظامٌ قانونيٌّ»، باعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير والتفسير. – الاعتراف بحاجة القانون الإسلامي للتقنين المادي إذعانٌ شكليٌّ فرضته اعتباراتٌ قانونيةٌ، وإلا فهو مطبَّقٌ فعليًّا في الدول الإسلامية، وجزءٌ أصيلٌ من قوانينها، وإن تعدَّدت الأنظمة القانونية داخل الدولة الواحدة؛ كقناعات أُسست بعدما اقتضت الدراسة الرجوع لقديم أمهات كتب أصول القانون الإسلامي وحديثها، وبعدة لغات. – لا يخفى ما لتقنين القواعد المالية الإسلامية أو توحيدها من دور في تعزيز الجهود لقيام اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تسهم في إيجاد نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. – تعددت النداءات المطالبة بنمذجة العقود المتوافقة مع الشريعة دوليًا أو بصيغة أخرى جعلها عقودًا نمطية؛ خشية الاصطدام بعائق تقنين المعاملات كأحد أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي عقب النزول إلى أرض الواقع. – إنزالاً لفحوى القواعد القانونية الكلية على مرتبات الحاجة لتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية؛ فثمة اقتراح فحواه إمكانية صياغة عقود المعاملات المالية الإسلامية مُتمتِّعة بالكفاية الذاتيَّة، تعويلاً على وعي أطرافه بالصورة الكافية على النحو الذي جعلهم يُضمِّنون عقدهم حلولاً واضحةً لتسوية منازعاتهم الأكثر توقُّعًا، وبمفهوم المخالفة عدم تركها مُعلَّقةً حسب اجتهاد القاضي أو المحكم. وبهذا التعقيب يُشار إلى انتهاء المبحث الثاني بطرح بعض النتائج والتوصيات التي تختتم بها الدراسة وتضاف كذلك لقائمة النتائج والتوصيات المرفقة بخاتمة الدراسة تحاشيًا لتكرارها، داعية المختصين والمسئولين والفقهاء وكلِّ ذي صلة أن يبدأ من حيث انتُهي بالفعل، وعسى ما حملته الدراسة بين سطورها من أهداف كانت مدعاة لشحذ الهمم. الخاتمة (النتائج والتوصيات) إن موضوع البحث المقتطف لواحدة من أدق أبعاد تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ووضعها تحت مجهر الواقع؛ في دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة، شأنُ اقتضى انشطارها لمبحثين أساسيين، سبقتهما مقدمة ضمَّت إطلالة مجملة على موضوع الدراسة ودواعي أهميته، أعقبها عرض لأخص إشكالياتها وأبرز أهدافها، مرورًا بتوضيح أنسب المناهج التي سلكتها الدراسة وصولاً لمنهجيتها وخطتها الأَولى. ولقد شُيدت أعمدة كلٍّ من منهجية الدراسة ومعها خطتها على فكرتين أساسيتين؛ طرحت أولهما طرحًا مقتضبًا لجملة أوليات في تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، تلاه استشراف الواقع الذي تشهده ساحة التقنينات الإسلامية عمومًا والمالية خصوصًا، عاضدهما وضعها في ميزاني الفقه والقضاء الأجنبي، لتستجمع الدراسة بذلك أهم مقوماتها التطبيقية أو العملية إلى جوار فكرتها النظرية من زاوية مُستدامة استعرضت التوجهات المتنوعة الممتثلة لطبيعة واحتياجات المعاملات المالية الإسلامية. وبعدما وصلت الدراسة – بحمد الله ومنته – إلى هذه المرحلة، انتهت إلى النتائج والتوصيات الآتية: 1- النتائج: أولًا- عرفت الشرائع القديمة قبل الحديثة فكرة التقنين بحسب ما أفصحت عنه بالتفصيل كتب تاريخ القانون؛ وبذا عرفته مختلف الحضارات لكن بصورٍ متباينة، وبدرجات مختلفة من السذاجة والنضج وهو ما أصله الفقه وعكف عليه قرونًا، وبيَّنت الدراسة أبرز أمثلته وأخص أُطره. ثانيًا- إنَّ ما اعترض سبيل تقنين المعاملات المالية الإسلامية من معوقات متشعبة شأنٌ لم يَحل ألبتة دون وجود تقنينات متعددة المصادر متشعبة الحقب الزمنية التي خرجت خلالها للنور؛ وإلا لما كنَّا في هذا المقام إذن؛ وكأن حصيلة الموقف أن التقنينات قائمة والعراقيل ماضية والحاجة باقية. ثالثًا- أهمية الذود عن التقنينات الإسلامية القائمة لا لكثرتها وتنوعها الموضوعي والشكلي فحسب؛ بل توطيدًا لعُرى السلسلة البحثية؛ ليُبدأ مما انتهى إليه فقهاؤنا العظام في فترات زمنية سابقة، وإلَّا فالبديل هو السير في حلقات مفرغة وإهدار الأوقات وتبديد الطموحات. رابعًا- اتساق حلقات السلسلة البحثية اقتضى توضيحًا لأبرز التقنينات القائمة، استكمالاً لما بُدِء لا العودة من جديد، دحضًا لحجج قائمة، وكشفًا عن أبعاد أدوار الفقه والقضاء الأجنبي في إحياء التشريع الإسلامي، وفي العملية التقنينة ككل. خامسًا- ما بين التأريخ والتعريف والمقارنة بقي الشاهد: الحاجة إلى صياغة تقنين لأحكام المعاملات المالية وتحكيمها للشريعة في صبغة قانونية، بصورة مرتبة مرقمة؛ كمرجع ييسر للقضاة، ويبصر المحامين، ويشكل في الوقت ذاته مصدرًا لتعامل واطلاع الجمهور. سادسًا- تعدد الدواعي المعززة للحاجة للتقنين، أبرزها: تشعب المعاملات المالية المعاصرة، وتنوع العقود وصياغاتها في البلد الواحد ناهيك عن غيره من البلدان، فضلًا عما يشهده فقه المعاملات المالية من تطورات ومستجدات تظهر من حين لآخر، يرافقها كثرة الاجتهادات، وبزوغ الانفتاح متعدد الزوايا بين الكيانات المالية الإسلامية لتغدو عالمية مستدامة. وبذلك فتشعب مزايا التقنين – على النحو الذي لا تتسع معه سطور النتيجة لطرحها – جعل السبيل الأنسب آنذاك بيان حيثيات المسألة والإشارة لأبرز مراجعها وكذا التوجهات حيالها، وازاه ردُّ الفقه البنَّاء على ما قيل في حق التقنين من عيوب؛ كالجمود أو النقص، رُدَّ عليهما بأنهما عيبان موهومان. سابعًا- طول العهد لم ولن يُبدِّد الأهداف والرغبات التي من أجلها رأت الدراسة النور؛ والتي استُظِل معظمها بمظلة إعلاء مرتبات تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية، في وقت انتشرت فيه المعاملات غير الشرعية، وانتفى فيه العلم المفترض بهذه الأحكام أصلاً، بل حتى بالنسبة لمن يتوفر في حقِّه العلم متجاوزًا – أو بالأحرى متغاضيًا – عن تطبيق الشريعة؛ حتى أصبح الوضع بحاجة إلى تجديد النداءات المُقرَّة بالحاجة إلى تقنين عام وملزم، موجِّه ومبصِّر؛ ذي صبغة تشريعية. ثامنًا- الاتفاق مع ما تبنَّاه بعض الفقهاء من أن تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعد تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا بلا ريب، إلا أن التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام كما عبر عنه الفقه دينٌ وقومية. تاسعًا- الاقتناع بأن التقنين يشكل وجهًا من وجوه التقدم التشريعي والتطور الفقهي، يُحصِر الخيار – وبعد جدال فقهي طويل – صوب الإقدام أو الإحجام عن تقنين الأحكام الفقهية، لا الوقوف دون اتخاذ موقف، وإن ثبت على أرض الواقع أنه لا طائل من استمرار الجدال، وأهمية الانطلاق بالمسيرة الفقهية التشريعية قدمًا نحو التقنين. عاشرًا- لا يخفى ما لتقنين أحكام المعاملات المالية من مردود يحقق استقرار المجتمعات ويتمسك بالتشريع الإسلامي وبتطبيقه، ويوحد الأحكام الخاصة بكل معاملة، وهو ما ستكون له الآثار الإيجابية على نطاق واسع؛ كإبراز دور فقه المعاملات في الإسهام في حكم العلاقات التجارية الحديثة، مرورًا بتيسير المقارنة بين فقه المعاملات والقانون، وصولاً لتوحيد الحكم القضائي. حادي عشر- الشريعة الإسلامية مؤهلة لتكون تقنينًا نموذجيًّا شاملاً باعتراف ضمني يسهل الاستدلال عليه من المعارضين أنفسهم، وباعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير. ثاني عشر- المتأمل في الجهود التي بُذلت تحت مظلة إيجاد تقنين إسلامي يُدرك بسهولة كيف أنها قد تعددت وتنوعت؛ فهذا وإن لم يظهر منذ الوهلة الأولى لحاجته إلى مزيد من التعمق، بيد أن هذه هي عين الحقيقة؛ إذ تنوعت مصادر الجهود التي نادت بتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ما بين جهود مؤسسية من كيانات متخصصة، وجهود فقهية، وجهود فردية، وجهود مشتركة بين الكيانات، وضحت الدراسة مقتضياتها وأمثلتها. ثالث عشر- قد يبدو أن التقنينات الإسلامية المذكورة قد اهتمَّ أغلبها بالمعاملات المالية فحسب؛ بيد أن الإشارة واجبة إلى أن ما ذُكر يظل مجرد أمثلة فقط، وإلا فما زلنا – رغم كثرة التقنينات – بحاجة إلى تجديد واستمرار إطلاق النداءات لاستفادة المشرعين وجمهور الباحثين منها. رابع عشر- لتوحيد وتقنين القواعد المالية الإسلامية دورٌ غير خافٍ في تعزيز جهود المساهمة في إيجاد اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تساعد في صنع نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. 2- التوصيات: أولًا- نهيب بالمسئولين تلمُّس طرق وضع تقنينات إسلامية معاصرة تواكب ما يفرزه الواقع من مستجدات؛ كاستحداث تقنين إسلامي بيئي وتقنين إسلامي للذكاء الاصطناعي ونظيرهما؛ لما تقتضيه الحاجة، والأمر مطروح على طاولة البحث قابل للزيادة بحسب الحاجة. ثانيًا- أهمية شحذ همم الكيانات المختصة ومعها المجامع الفقهية، بل وعموم الجامعات والباحثين للاهتمام بأصول ومتطلبات مسألة التقنين ومجالاتها وجوانبها المتعلقة ذات الصلة فقهيًّا وتشريعيًّا وقضائيًّا، اقتصاديًّا وسياسيًّا، تاريخيًّا ولغويًّا. ثالثًا- مطلوب إعادة النظر في مُحقِّقات ربط التراث الفقهي بالواقع المالي الحالي، تدقيقًا لمدى تطبيق الاجتهاد الجماعي في قضايا فقه المعاملات المالية، يعقبه البحث عن مدى الحاجة إلى تأسيس حركة علمية فقهية ترعى الرؤى المذكورة. رابعًا- التصدي لما يحتاجه تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من تضافر جهود وتركيز أهداف وتوحيد جهود؛ لما لها من دور في ضبط تشعُّب الاجتهادات لا تقليلاً لما بُذل من جهد، بل حرصًا على خروج التقنين في الحُلة المنشودة. خامسًا- على الجميع أن يوقن بأن ما سيولد من رحم شريعتنا الإسلامية من تقنينات – مالية كانت أم غيرها – سيكون مُكتسبًا لخصائصها الفريدة الخالدة، مُتمتعًا بالمقومات عينها، مُنغمسًا في التوجهات ذاتها؛ وعليه نشيد بتكرار نداءات الفقهاء كيف يكون لدينا هذا الكنز المنير ونفرط فيه؟ * عن مجلة الاقتصاد الاسلامي

أكمل القراءة ...

د. هايدي عيسى حسن * مدرس بقسم القانون الدولي الخاص كلية الحقوق – جامعة القاهرة القاهرة - أشارت (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة) نشرتها مجلة الاقتصاد الاسلامي مؤخرا بعنوان ( تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تحت مجهر الواقع ) الى أن التقنين بات أمرًا واقعًا في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، بل وتناوله بالبيان الفقه الأجنبي حتى صار شأنًا لا يمكن بأي حال غضُّ الطرف عنه؛ حيث أصدرت الدول العربية والإسلامية بلا استثناء قوانين متعددة، في ضوء الحاجة الماسة إلى تنظيم كثير من المسائل المُجتمعية. وإذا تحدثنا على مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، فقد ذكر بعض الفقهاء أنَّ تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعدُّ تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا، إلا أنَّ التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام دينٌ وقومية، ولنا في قول الله جل في علاه آية، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية92. وقد تناولت الباحثة في الحلقة الأولى من الدراسة أبرز الأبعاد التاريخية للتقنين، وغايات التقنين والفئات المستفيدة منه، وفي هذه الحلقة سوف تتناول واقع التقنينات الإسلامية وموقف القانون والقضاء الأجنبي منها. * التقنينات الإسلامية في ميزان القانون والقضاء الأجنبي : لعل من اللافت أن يُعثَر بين ثنايا الفقه الغربي على دلائل تبرهن على اهتمامهم بتناول مسألة تقنين الشريعة الإسلامية، وتحديدًا من قبل الفقه الأوروبي؛ ولقد كان حتميًّا بعد الوصول لهذه النتيجة ألا يقف البحث عندها، بل يتتبع باقي خيوطها ليُرى هل الفقه والقضاء الأجنبي أنصف فكرة التقنين أم لا؟ وأيًّا ما كان الجواب فمن الطبيعي البحث كذلك عن مواقف بعض المحاكم الأجنبية من تطبيقها للشريعة؟ ليُوجه لها السؤال: هل أنصفت أحكامها القضائية الشريعة الإسلامية وطبقتها حقَّ تطبيقها؟ أولاً: أبعاد دور القانون الأوروبي في التقنين الإسلامي: لعله كان منطقيًّا أن يكون من بين الأمور التي تستوقف الباحث في خضم موضوع الدراسة عثوره أثناء البحث على بعض محاولات الفقه الغربي لتقنين المعاملات الإسلامية، وذلك إلى جانب بيان ما أداه الفقه الأجنبي – الأوروبي تحديدًا – من دور في الإحياء التشريعي الإسلامي، قوامه وجود تدخلات أجنبية في القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية(1)، بحسب تصريح الدكتور «ليوناردو وود» في أطروحته للدكتوراه بجامعة هارفارد، التي تُرجِمت إلى اللغة العربية . وعن أبعاد الدور المذكور فقد أظهر «وود» عبر العديد من الأدلة أنَّ التفاعل المتزايد مع المجالات الدراسية الأوروبية ذات الصلة بالنظرية القانونية المقارنة والتشريع الإسلامي ساعد – وبمرور الوقت – على إلهام زعماء الأحياء ومساعدتهم في تطوير نسخة حديثة وقانونية من التشريع الإسلامي؛ وبناءً عليه فوجهة النظر هذه التي أطلقها «وود» سيكون لها بطبيعة الحال تداعيات مهمة على فهم التاريخ المصري ككل، وكذا التاريخ القانوني الإسلامي، بل تاريخ القانون المقارن، وكذا التداخلات أو التفاعلات متعددة الأوجه والمثيرة للجدل بين الفكر الأوروبي والإسلام إبان الحقبة الاستعمارية؛ كبعد أوسع للمسألة . وبعد الطرح السابق؛ مازال التساؤل قائمًا: هل ما سبق يعني أن الفقه الأجنبي يجنح لقبول التقنينات الإسلامية أم لا؟ وأبعد من ذلك؛ فماذا عن تطبيق المحاكم الأجنبية للشريعة الإسلامية؟ ولن أقول للتقنينات الإسلامية؛ فهل تطبق المحاكم المذكورة مقتضيات الشريعة الإسلامية إذا اقتضت حيثيات القضية ذلك، إذعانًا بأن التقنين الفعلي من قبل السلطة التشريعية المختصة لم ير النور بعد؛ هذا هو ما ستوضحه السطور القادمة. ثانياً: مواقف بعض الأحكام الأجنبية من تطبيق الشريعة الإسلامية حال عدم وجود تقنين: لعل مما يكمل الطرح تتبع بعض ردود الأفعال حيال مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من واقع أحكام المحاكم الأجنبية التي طُرحت أمام محاكمها مثل هذه المنازعات؛ فما فتئت دلائل أهمية تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تتسلسل واحدة تلو الأخرى، وإن أتى في مقدمتها تنوع صور الخدمات المصرفية الإسلامية حول العالم، وإنشاء مؤسسات مالية إسلامية في دول كالمملكة المتحدة، وفرنسا،وألمانيا، ولوكسمبورج التي قيل عنها: إنها تعتبر موطنًا فريدًا أو مميزًا للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة. وقبل مغادرة هذا المقام تحديدًا تجدر الإشارة إلى أن ما وصلت إليه فرنسا من مواقف لم يأتِ بين عشية وضحاها؛ فلطالما تساءل الفقه الفرنسي نفسه: لماذا لايزال النظام المالي والمصرفي الفرنسي لا يوفر للمسلمين في فرنسا – الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في العالم الغربي – إمكانية الوصول إلى مجموعة من الخدمات المالية والمصرفية التي تتفق وتوجهاتهم الدينية؟. وإجمالاً فلقد آثرتُ أن أطرح هنا الرأي والرأي الآخر؛ فإذا كان تقنين المعاملات المالية الإسلامي قد صاحبه قبول لدى قضاة المحاكم الأجنبية بافتراض وجوده، أو بالأحرى تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية؛ فإن هذه الوقفة أضحت لازمة توضيحًا لأبعادها أولاً، واستظهارًا لحيثياتها ثانيًا، وتقييمًا لها ثالثًا. وعليه سعيت في هذه الجزئية ألَّا أبين الرأي المطروح فحسب، بل لزم الرد على ما قيل من ذرائع لعدم جواز تقنين الشريعة الإسلامية؛ رغم ما قابله تطبيق الشريعة الإسلامية من رواج وانتشار لدى المحاكم، لن أقول العربية بل الأجنبية، وبطبيعة الحال لدى هيئات التحكيم أيضًا؛ إلا أنه وللأسف – في المقابل – كان أحد الأسباب التي أُسست عليها الأحكام الرافضة لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ من ذلك القول بأن: 1- وصفهم للشريعة الإسلامية بأنها قانون وطني وليست تقنيناً دينياً أخلاقياً religious moral code، وترتيبًا على هذا الوصف فالشريعة الإسلامية إذن لا تَفِي بالمعايير المطلوبة! ولا أبلغ من الرد على هؤلاء بما قالوه هم أنفسهم؛ فوصفهم للشريعة بالتقنين دليلٌ صريح لا ضمني على اعترافهم بما لديها من المقوِّمات الدَّاعِمة لفرض تطبيقها، وقد مضى بيان أنَّ مجرد استقاء أحكام مثل هذه المعاملات المالية الإسلامية من أحكام الشريعة الإسلامية هو في حدِّ ذاته مدعاة لدحض أي شبه ذات صلة بعدم جواز تقنينه. أضف إلى ذلك ما ذُكِر عن حقِّ التقنين المستمد من أحكام الشريعة هو أنه رد إلى الله وإلى الرسول وليس خيارًا ثالثًا، واستُتبع البعض القول بأن القاضي المجتهد نادرٌ في زماننا. 2- «معظم القانون الإسلامي للمعاملات التجارية والمالية لم يتم تقنينه في ثوبٍ محدَّدِ المعالم؛ وإنما أُسِّس على الآراء المتباينة للمدارس الفقهية«؛ كحجة ثانية. والقول السابق هو الآخر مردودٌ عليه؛ فنص أطراف العقود المالية الإسلامية – دولية أم لا – على خضوع عقدهم للشريعة الإسلامية مقتضاه الامتثال للقرآن والسنة دونما تحديدٍ لمذهبٍ أو توجه بعينه ، أضف إلى ذلك ما لحق بالحجة السابقة من غرابة بدت ملامحها واضحة؛ كونها صادرة عن مدرسةٍ لا يعتمد نظامها القانوني على التقنين بحسب ما هو متعارف عليه، بل على السوابق والأعراف وهي (المدرسة القانونية البريطانية)! تعقيب: ثمة نقاط مهمة ظلت شاهدة على ما مضى توجَز فيما يأتي: – لا تُقلِّل الفاقة المذكورة من الصلاحية الذاتية للقانون الإسلامي ليكون قانونًا واجبَ التطبيق بوصفه قانونًا وطنيًّا؛ وإن لم يكن قانونًا مقنَّنًا؛ فهو «نظامٌ قانونيٌّ»، باعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير والتفسير. – الاعتراف بحاجة القانون الإسلامي للتقنين المادي إذعانٌ شكليٌّ فرضته اعتباراتٌ قانونيةٌ، وإلا فهو مطبَّقٌ فعليًّا في الدول الإسلامية، وجزءٌ أصيلٌ من قوانينها، وإن تعدَّدت الأنظمة القانونية داخل الدولة الواحدة؛ كقناعات أُسست بعدما اقتضت الدراسة الرجوع لقديم أمهات كتب أصول القانون الإسلامي وحديثها، وبعدة لغات. – لا يخفى ما لتقنين القواعد المالية الإسلامية أو توحيدها من دور في تعزيز الجهود لقيام اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تسهم في إيجاد نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. – تعددت النداءات المطالبة بنمذجة العقود المتوافقة مع الشريعة دوليًا أو بصيغة أخرى جعلها عقودًا نمطية؛ خشية الاصطدام بعائق تقنين المعاملات كأحد أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي عقب النزول إلى أرض الواقع. – إنزالاً لفحوى القواعد القانونية الكلية على مرتبات الحاجة لتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية؛ فثمة اقتراح فحواه إمكانية صياغة عقود المعاملات المالية الإسلامية مُتمتِّعة بالكفاية الذاتيَّة، تعويلاً على وعي أطرافه بالصورة الكافية على النحو الذي جعلهم يُضمِّنون عقدهم حلولاً واضحةً لتسوية منازعاتهم الأكثر توقُّعًا، وبمفهوم المخالفة عدم تركها مُعلَّقةً حسب اجتهاد القاضي أو المحكم. وبهذا التعقيب يُشار إلى انتهاء المبحث الثاني بطرح بعض النتائج والتوصيات التي تختتم بها الدراسة وتضاف كذلك لقائمة النتائج والتوصيات المرفقة بخاتمة الدراسة تحاشيًا لتكرارها، داعية المختصين والمسئولين والفقهاء وكلِّ ذي صلة أن يبدأ من حيث انتُهي بالفعل، وعسى ما حملته الدراسة بين سطورها من أهداف كانت مدعاة لشحذ الهمم. الخاتمة (النتائج والتوصيات) إن موضوع البحث المقتطف لواحدة من أدق أبعاد تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ووضعها تحت مجهر الواقع؛ في دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة، شأنُ اقتضى انشطارها لمبحثين أساسيين، سبقتهما مقدمة ضمَّت إطلالة مجملة على موضوع الدراسة ودواعي أهميته، أعقبها عرض لأخص إشكالياتها وأبرز أهدافها، مرورًا بتوضيح أنسب المناهج التي سلكتها الدراسة وصولاً لمنهجيتها وخطتها الأَولى. ولقد شُيدت أعمدة كلٍّ من منهجية الدراسة ومعها خطتها على فكرتين أساسيتين؛ طرحت أولهما طرحًا مقتضبًا لجملة أوليات في تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، تلاه استشراف الواقع الذي تشهده ساحة التقنينات الإسلامية عمومًا والمالية خصوصًا، عاضدهما وضعها في ميزاني الفقه والقضاء الأجنبي، لتستجمع الدراسة بذلك أهم مقوماتها التطبيقية أو العملية إلى جوار فكرتها النظرية من زاوية مُستدامة استعرضت التوجهات المتنوعة الممتثلة لطبيعة واحتياجات المعاملات المالية الإسلامية. وبعدما وصلت الدراسة – بحمد الله ومنته – إلى هذه المرحلة، انتهت إلى النتائج والتوصيات الآتية: 1- النتائج: أولًا- عرفت الشرائع القديمة قبل الحديثة فكرة التقنين بحسب ما أفصحت عنه بالتفصيل كتب تاريخ القانون؛ وبذا عرفته مختلف الحضارات لكن بصورٍ متباينة، وبدرجات مختلفة من السذاجة والنضج وهو ما أصله الفقه وعكف عليه قرونًا، وبيَّنت الدراسة أبرز أمثلته وأخص أُطره. ثانيًا- إنَّ ما اعترض سبيل تقنين المعاملات المالية الإسلامية من معوقات متشعبة شأنٌ لم يَحل ألبتة دون وجود تقنينات متعددة المصادر متشعبة الحقب الزمنية التي خرجت خلالها للنور؛ وإلا لما كنَّا في هذا المقام إذن؛ وكأن حصيلة الموقف أن التقنينات قائمة والعراقيل ماضية والحاجة باقية. ثالثًا- أهمية الذود عن التقنينات الإسلامية القائمة لا لكثرتها وتنوعها الموضوعي والشكلي فحسب؛ بل توطيدًا لعُرى السلسلة البحثية؛ ليُبدأ مما انتهى إليه فقهاؤنا العظام في فترات زمنية سابقة، وإلَّا فالبديل هو السير في حلقات مفرغة وإهدار الأوقات وتبديد الطموحات. رابعًا- اتساق حلقات السلسلة البحثية اقتضى توضيحًا لأبرز التقنينات القائمة، استكمالاً لما بُدِء لا العودة من جديد، دحضًا لحجج قائمة، وكشفًا عن أبعاد أدوار الفقه والقضاء الأجنبي في إحياء التشريع الإسلامي، وفي العملية التقنينة ككل. خامسًا- ما بين التأريخ والتعريف والمقارنة بقي الشاهد: الحاجة إلى صياغة تقنين لأحكام المعاملات المالية وتحكيمها للشريعة في صبغة قانونية، بصورة مرتبة مرقمة؛ كمرجع ييسر للقضاة، ويبصر المحامين، ويشكل في الوقت ذاته مصدرًا لتعامل واطلاع الجمهور. سادسًا- تعدد الدواعي المعززة للحاجة للتقنين، أبرزها: تشعب المعاملات المالية المعاصرة، وتنوع العقود وصياغاتها في البلد الواحد ناهيك عن غيره من البلدان، فضلًا عما يشهده فقه المعاملات المالية من تطورات ومستجدات تظهر من حين لآخر، يرافقها كثرة الاجتهادات، وبزوغ الانفتاح متعدد الزوايا بين الكيانات المالية الإسلامية لتغدو عالمية مستدامة. وبذلك فتشعب مزايا التقنين – على النحو الذي لا تتسع معه سطور النتيجة لطرحها – جعل السبيل الأنسب آنذاك بيان حيثيات المسألة والإشارة لأبرز مراجعها وكذا التوجهات حيالها، وازاه ردُّ الفقه البنَّاء على ما قيل في حق التقنين من عيوب؛ كالجمود أو النقص، رُدَّ عليهما بأنهما عيبان موهومان. سابعًا- طول العهد لم ولن يُبدِّد الأهداف والرغبات التي من أجلها رأت الدراسة النور؛ والتي استُظِل معظمها بمظلة إعلاء مرتبات تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية، في وقت انتشرت فيه المعاملات غير الشرعية، وانتفى فيه العلم المفترض بهذه الأحكام أصلاً، بل حتى بالنسبة لمن يتوفر في حقِّه العلم متجاوزًا – أو بالأحرى متغاضيًا – عن تطبيق الشريعة؛ حتى أصبح الوضع بحاجة إلى تجديد النداءات المُقرَّة بالحاجة إلى تقنين عام وملزم، موجِّه ومبصِّر؛ ذي صبغة تشريعية. ثامنًا- الاتفاق مع ما تبنَّاه بعض الفقهاء من أن تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعد تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا بلا ريب، إلا أن التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام كما عبر عنه الفقه دينٌ وقومية. تاسعًا- الاقتناع بأن التقنين يشكل وجهًا من وجوه التقدم التشريعي والتطور الفقهي، يُحصِر الخيار – وبعد جدال فقهي طويل – صوب الإقدام أو الإحجام عن تقنين الأحكام الفقهية، لا الوقوف دون اتخاذ موقف، وإن ثبت على أرض الواقع أنه لا طائل من استمرار الجدال، وأهمية الانطلاق بالمسيرة الفقهية التشريعية قدمًا نحو التقنين. عاشرًا- لا يخفى ما لتقنين أحكام المعاملات المالية من مردود يحقق استقرار المجتمعات ويتمسك بالتشريع الإسلامي وبتطبيقه، ويوحد الأحكام الخاصة بكل معاملة، وهو ما ستكون له الآثار الإيجابية على نطاق واسع؛ كإبراز دور فقه المعاملات في الإسهام في حكم العلاقات التجارية الحديثة، مرورًا بتيسير المقارنة بين فقه المعاملات والقانون، وصولاً لتوحيد الحكم القضائي. حادي عشر- الشريعة الإسلامية مؤهلة لتكون تقنينًا نموذجيًّا شاملاً باعتراف ضمني يسهل الاستدلال عليه من المعارضين أنفسهم، وباعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير. ثاني عشر- المتأمل في الجهود التي بُذلت تحت مظلة إيجاد تقنين إسلامي يُدرك بسهولة كيف أنها قد تعددت وتنوعت؛ فهذا وإن لم يظهر منذ الوهلة الأولى لحاجته إلى مزيد من التعمق، بيد أن هذه هي عين الحقيقة؛ إذ تنوعت مصادر الجهود التي نادت بتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ما بين جهود مؤسسية من كيانات متخصصة، وجهود فقهية، وجهود فردية، وجهود مشتركة بين الكيانات، وضحت الدراسة مقتضياتها وأمثلتها. ثالث عشر- قد يبدو أن التقنينات الإسلامية المذكورة قد اهتمَّ أغلبها بالمعاملات المالية فحسب؛ بيد أن الإشارة واجبة إلى أن ما ذُكر يظل مجرد أمثلة فقط، وإلا فما زلنا – رغم كثرة التقنينات – بحاجة إلى تجديد واستمرار إطلاق النداءات لاستفادة المشرعين وجمهور الباحثين منها. رابع عشر- لتوحيد وتقنين القواعد المالية الإسلامية دورٌ غير خافٍ في تعزيز جهود المساهمة في إيجاد اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تساعد في صنع نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. 2- التوصيات: أولًا- نهيب بالمسئولين تلمُّس طرق وضع تقنينات إسلامية معاصرة تواكب ما يفرزه الواقع من مستجدات؛ كاستحداث تقنين إسلامي بيئي وتقنين إسلامي للذكاء الاصطناعي ونظيرهما؛ لما تقتضيه الحاجة، والأمر مطروح على طاولة البحث قابل للزيادة بحسب الحاجة. ثانيًا- أهمية شحذ همم الكيانات المختصة ومعها المجامع الفقهية، بل وعموم الجامعات والباحثين للاهتمام بأصول ومتطلبات مسألة التقنين ومجالاتها وجوانبها المتعلقة ذات الصلة فقهيًّا وتشريعيًّا وقضائيًّا، اقتصاديًّا وسياسيًّا، تاريخيًّا ولغويًّا. ثالثًا- مطلوب إعادة النظر في مُحقِّقات ربط التراث الفقهي بالواقع المالي الحالي، تدقيقًا لمدى تطبيق الاجتهاد الجماعي في قضايا فقه المعاملات المالية، يعقبه البحث عن مدى الحاجة إلى تأسيس حركة علمية فقهية ترعى الرؤى المذكورة. رابعًا- التصدي لما يحتاجه تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من تضافر جهود وتركيز أهداف وتوحيد جهود؛ لما لها من دور في ضبط تشعُّب الاجتهادات لا تقليلاً لما بُذل من جهد، بل حرصًا على خروج التقنين في الحُلة المنشودة. خامسًا- على الجميع أن يوقن بأن ما سيولد من رحم شريعتنا الإسلامية من تقنينات – مالية كانت أم غيرها – سيكون مُكتسبًا لخصائصها الفريدة الخالدة، مُتمتعًا بالمقومات عينها، مُنغمسًا في التوجهات ذاتها؛ وعليه نشيد بتكرار نداءات الفقهاء كيف يكون لدينا هذا الكنز المنير ونفرط فيه؟ * عن مجلة الاقتصاد الاسلامي

أكمل القراءة ...

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com