27 - أبريل - 2024


أعلن مصرف أبوظبي الإسلامي تحقيق نمو في صافي أرباحه بنسبة 32% بعد الضريبة في الربع الأول من عام 2024، لتبلغ قيمتها 1.45 مليار درهم، مقارنة مع 1.1 مليار درهم خلال الربع الأول لعام 2023. وتعكس هذه النتائج توجه المصرف الراسخ لتحقيق النمو القوي. وبلغ صافي الأرباح قبل الضريبة 1.64 مليار درهم، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 41% مقارنة بالربع الأول من عام 2023. وسجلت إيرادات «أبوظبي الإسلامي» في الربع الأول من عام 2024 نمواً بنسبة 24% لتبلغ 2.5 مليار درهم مقابل ملياري درهم في العام السابق، وذلك بفضل النمو المحقق في جميع شرائح الأعمال والمنتجات. وسجل الدخل من مصادر التمويل نمواً بواقع 19% ليبلغ 1.7 مليار درهم مقارنة مع 1.4 مليار درهم في العام الماضي، مدفوعاً بارتفاع أحجام الدخل وتحسن الهوامش. وسجل الدخل من غير مصادر التمويل نمواً بواقع 35% في الربع الأول من عام 2024 ليبلغ 827 مليون درهم إماراتي مقارنة مع 611 مليون درهم إماراتي في العام السابق، مدفوعاً بنمو الرسوم والعمولات بنسبة 40%. ويسهم الدخل من غير مصادر التمويل بنسبة 33% من الدخل التشغيلي مقابل 30% في الربع الأول من عام 2023. وانخفضت نسبة التكلفة إلى الدخل لتصل إلى معدل 30.4%، محققة تحسناً بمقدار 5.3 نقاط مئوية بالمقارنة مع 35.7% في العام السابق، ما يُعزى بشكل رئيس إلى نمو الدخل وتحسن الإنتاجية. وانخفضت مخصصات خسائر التمويل والاستثمار بنسبة 25% لتصل إلى 109 ملايين درهم في الربع الأول عام 2024. وتزامن هذا النمو مع تحسن نسبة الأصول غير المنتجة لتصل إلى 5.5%، وهو أدنى معدل منذ الربع الرابع من عام 2019، ويعود ذلك للإدارة الفعالة للمحفظة ومعايير الاكتتاب القوية، بينما حققت نسبة التغطية (بما فيها الضمانات) تحسناً بواقع 16.0 نقطة مئوية لتبلغ 144.7%. كما ارتفع إجمالي الأصول بنسبة 13% ليصل إلى 195 مليار درهم، نتيجة نمو إجمالي التمويل بواقع 8% على أساس سنوي، وزيادة الاستثمارات بنسبة 25%. وسجلت ودائع المتعاملين نمواً بنسبة 13% لتبلغ 160 مليار درهم بالمقارنة مع 142 مليار درهم إماراتي في الربع الأول من عام 2023، مدفوعة بنمو ودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير بنسبة 9%، علماً أن الحسابات الجارية وحسابات التوفير تشكل حالياً نسبة 66% من إجمالي الودائع. وحافظ مصرف أبوظبي الإسلامي على مركز راسخ لرأس المال، حيث بلغ معدل كفاية الشق الأول من حقوق المساهمين 12.6%، ونسبة كفاية إجمالي رأس المال 17.2%، كما استقرت السيولة النقدية للمصرف عند مستويات سليمة تتماشى مع المتطلبات التنظيمية، مع تسجيل تحسن في نسبة مصادر التمويل المستقرة بلغ 76.6%، ونمو الأصول السائلة المؤهلة بنسبة 20.3%.

أكمل القراءة ...

أعلن بنك الجزيرة الإعلان عن نتائج اجتماع الجمعية العامة غير العادية (الاجتماع الثاني) والذي عُقد يوم الإربعاء، حيث تضمنت البنود الموافقة على توصية مجلس الإدارة بزيادة رأسمال البنك عن طريق منح أسهم مجانية من 8.2 مليار ريال مقسم إلى 820 مليون سهم، إلى 10.2 مليار ريال مقسم إلى 1.02 مليار سهم، والمبلغ الإجمالي للزيادة 2.05 مليار ريال، بنسبة زيادة 25%، وذلك لتدعيم القاعدة الرأسمالية للبنك مما سيساهم في تمكينه في تحقيق أهدافه الاستراتيجية. وقالت إدارة البنك في بيان اليوم على “تداول” إنه ستتم الزيادة من خلال رسملة مبلغ 2.05 مليار ريال من حساب الاحتياطي النظامي، وذلك عن طريق منح سهم واحد لكل 4 أسهم مملوكة. وتمت الموافقة على تفويض مجلس الإدارة بتوزيع أرباح مرحلية بشكل نصف / ربع سنوي عن العام المالي 2024م. كما تمت الموافقة على سياسة المزايا والتعويضات لكبار المدراء في بنك الجزيرة.

أكمل القراءة ...

تصوير‭- ‬محمد‭ ‬سرحان أطلق‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬البنك‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬الرقمية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حملته‭ ‬الترويجية‭ ‬التفاعلية‭ ‬الثانية‭ ‬لحساب‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬وتستمر‭ ‬حتى‭ ‬27‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري،‭ ‬وذلك‭ ‬بمجمع‭ ‬سيتي‭ ‬سنتر‭ ‬البحرين‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البوابة‭ ‬رقم‭ ‬2‭.‬ وتكافئ‭ ‬الحملة‭ ‬زبائن‭ ‬البنك‭ ‬الذين‭ ‬يزورون‭ ‬منصة‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬بمجمع‭ ‬الستي‭ ‬سنتر‭ ‬بفرص‭ ‬الفوز‭ ‬بجوائز‭ ‬نقدية‭ ‬مجزية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قيامهم‭ ‬بفتح‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬جديد‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬بزيادة‭ ‬رصيدهم‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬تجوري‭ ‬الحالية‭ ‬الخاصة‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬الإسلامي‭ ‬الرقمي‭ ‬أو‭ ‬بمساعدة‭ ‬الموظفين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬المنصة‭.‬ وسيتلقى‭ ‬كل‭ ‬زبون‭ ‬يقوم‭ ‬بإيداع‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬مبالغ‭ ‬إلى‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬أثناء‭ ‬وجوده‭ ‬بالمنصة‭ ‬رسالة‭ ‬نصية‭ ‬قصيرة‭ ‬تفيد‭ ‬إمكانية‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬وأنشطة‭ ‬المنصة‭ ‬التفاعلية‭ ‬مع‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬الفوز‭ ‬بمبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬مجزية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬إيداع‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬بقيمة‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬بحرينيا‭ ‬سيمنح‭ ‬زوار‭ ‬منصة‭ ‬تجوري‭ ‬قسيمة‭ ‬واحدة‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬ومسابقات‭ ‬المنصة،‭ ‬وكلما‭ ‬ازدادت‭ ‬قيمة‭ ‬المبالغ‭ ‬المودعة‭ ‬في‭ ‬الحساب،‭ ‬ازدادت‭ ‬فرص‭ ‬المشاركة‭ ‬والفوز‭ ‬بمبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬قيمة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1,000‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭. ‬وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬صرّحت‭ ‬فاطمة‭ ‬العلوي‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬للأفراد‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‭ ‬قائلةً‭: ‬‮«‬يسرنا‭ ‬تدشين‭ ‬منصة‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بمجمع‭ ‬ستي‭ ‬سنتر‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تشمل‭ ‬ألعاباً‭ ‬وأنشطة‭ ‬تفاعلية‭ ‬تؤهل‭ ‬زبائننا‭ ‬للفوز‭ ‬بجوائز‭ ‬نقدية‭ ‬قيّمة‭ ‬وتشجعهم‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬والادخار‭ ‬في‭ ‬الحساب،‭ ‬موجهين‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭ ‬لزيارة‭ ‬المنصة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحملة‭ ‬لفتح‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬جديد‭ ‬وبدء‭ ‬رحلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬نشجع‭ ‬زبائننا‭ ‬الحالين‭ ‬لمضاعفة‭ ‬المبالغ‭ ‬المودعة‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬تجوري‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيعزز‭ ‬فرصهم‭ ‬للفوز‭ ‬بالجوائز‭ ‬الشهرية‭ ‬الكبرى‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬حتى‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‮»‬‭. ‬ويُشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النسخة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجوائز‭ ‬الشهرية‭ ‬الكبرى‭ ‬القيمة‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬إضافة‭ ‬فئات‭ ‬جديدة،‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬تجوري‭ ‬لها‮»‬‭ ‬المخصصة‭ ‬حصريًا‭ ‬للنساء،‭ ‬وفئة‭ ‬‮«‬تجوري‭ ‬الشباب‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬مخصصة‭ ‬لمن‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬وفئة‭ ‬‮«‬تجوري‭ ‬أول‭ ‬مرة‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬مخصصة‭ ‬للزبائن‭ ‬الذين‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬اشتراكهم‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬الفوز‭. ‬كما‭ ‬تضمنت‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الجوائز‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2,024‭ ‬جائزة‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجوائز‭ ‬الاعتيادية‭ ‬الشهرية،‭ ‬سيقدم‭ ‬حساب‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬حلته‭ ‬الجديدة‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬أربعة‭ ‬جوائز‭ ‬كبرى؛‭ ‬جائزة‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬وقدرها‭ ‬100,000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬جائزة‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬وقدرها‭ ‬200,000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬وجائزة‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬والتي‭ ‬تبلغ‭ ‬300,000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬أما‭ ‬الجائزة‭ ‬السنوية‭ ‬الكبرى‭ ‬لحساب‭ ‬تجوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬بقيمة‭ ‬1,000,000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬

أكمل القراءة ...

المرزوق: البنك يستهدف تحقيق ربحية مستدامة • الرشود: النتائج المالية أظهرت قوة بجميع المؤشرات المرزوق: البنك يستهدف تحقيق ربحية مستدامة • الرشود: النتائج المالية أظهرت قوة بجميع المؤشرات ذكر المرزوق أن الاستحواذ على البنك الأهلي المتحد البحريني ساهم في الارتقاء بمجمل المؤشرات الرئيسية، حيث نجح «بيتك» في تحقيق أفضل مستويات ومعدلات الأرباح على مستوى القطاع المصرفي الكويتي. قال رئيس مجلس الإدارة في بيت التمويل الكويتي (بيتك) حمد المرزوق إن «بيتك» حقق صافي أرباح للمساهمين للربع الأول من عام 2024 قدرها 162.8 مليون دينار، بنسبة نمو 0.5% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حيث تضمنت فترة المقارنة للعام الماضي إيرادات وأرباح بيع استثمارات بمبلغ 74.3 مليونا معظمها غير متكررة ولم تتحقق خلال الفترة الحالية، و32.4% نسبة نمو مقارنة بالربع الرابع من عام 2023. وبلغت ربحية السهم 10.24 فلوس للربع الأول من عام 2024 بنسبة نمو 1% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وارتفع صافي إيرادات التمويل للربع الأول من عام 2024 ليصل الى 263.4 مليون دينار بنسبة نمو بلغت 17% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وكذلك ارتفع إجمالي إيرادات التشغيل للربع الأول من عام 2024، مدعوما بالزيادة في كل الأنشطة الرئيسية ليصل الى 392.4 مليونا، بنسبة نمو بلغت 3.5% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، و14% مقارنة بالربع الرابع من عام 2023. وبلغ رصيد مديني التمويل للربع الأول من عام 2024,18.9 مليار دينار، متأثراً بتصنيف بيت التمويل الكويتي - البحرين كموجودات محتفظ بها لغرض البيع وكذلك أثر تذبذب العملات الأجنبية خلال الفترة الحالية، وبلغ رصيد إجمالي الموجودات 37 مليارا للربع الأول من عام 2024، كما بلغ إجمالي حقوق مساهمي البنك 5.3 مليارات تقريبا للربع الأول من عام 2024، وكذلك بلغ رصيد حسابات المودعين 20 مليارا للربع الأول من عام 2024، كما بلغ معدل كفاية رأس المال 17.77%، متخطيا الحد المطلوب من الجهات الرقابية، وهي النسبة التي تؤكد متانة القاعدة الرأسمالية لـ«بيتك». وأشار المرزوق إلى أن «بيتك» جاء في المركز الأول بالكويت والرابع إقليميا ضمن قائمة أكبر البنوك في الشرق الأوسط لعام 2024، حسب القيمة السوقية الرأسمالية، والتي بلغت أكثر من 12 مليار دينار. عملية غير مسبوقة وأفاد المرزوق بأن «بيتك» يستهدف تحقيق ربحية مستدامة، والمضي قدما في استراتيجية الابتكار والتحول الرقمي لبناء قيمة مضافة، وتوسيع قاعدة العملاء المتنامية في الدول التي تعمل فيها وحدات المجموعة، وتحقيق التناغم بين بنوك المجموعة المنتشرة في 12 دولة مختلفة، أبرزها الكويت والبحرين وتركيا ومصر وبريطانيا وألمانيا، من خلال شبكة أعمال دولية ضخمة تبلغ نحو 630 فرعا وحوالي 2250 جهاز صرف آلي، ما يساهم في تحقيق المزيد من الربحية وتعزيز مركزه المالي، مع مواصلة استقطاب الكفاءات والمهارات والاحتفاظ بها. وشدد على أن الاستحواذ على الأهلي المتحد البحريني عملية مصرفية غير مسبوقة في القطاع المصرفي الكويتي، ومن شأنها علاوة على ما سبق، تعزيز مكانة الكويت المالية كونها أصبحت مقرا لأحد البنوك الرائدة والمهيمنة في الشرق الأوسط وأفضل بنك إسلامي في العالم، مع المساهمة في التمكين من رفع نسبة العمالة الوطنية وخلق فرص وظيفية نوعية في السوق المحلي. وأكد المرزوق مواصلة دور «بيتك» الرائد في توفير التمويل اللازم للشركات والمشاريع الكبرى محليا وإقليميا، مع دعم وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمشاريع متناهية الصغر، لافتا إلى أن محفظة «بيتك» التمويلية تتسم بقوتها وتنوعها. وأشار إلى أن «بيتك» نجح خلال الربع الأول من العام الجاري في تنفيذ العديد من الصفقات التمويلية، منها المشاركة كممول رئيسي لمشروع «بيوت بلس»، وهو مشروع بناء وتطوير مجمع تجاري في مدينة المطلاع السكنية، بقيمة 100 مليون دينار. تكنولوجيا العمليات الروبوتية وقال المرزوق إن «بيتك» يعمل دوما للاستفادة من أحدث وسائل التكنولوجيا في الصناعة المصرفية، مثل تكنولوجيا العمليات الروبوتية والذكاء الاصطناعي، لتيسير وتكامل العمليات المساندة باستخدام تحليلات البيانات الضخمة لابتكار خدمات ومنتجات متطورة تتلاءم واحتياجات العملاء وتطلعاتهم. وأكد حرص «بيتك» على التعاون مع شركات الـFintech، وتسخير التقنيات المتطورة والناشئة للتحول الرقمي الشامل وفق أفضل وأحدث المعايير العالمية والضوابط والتعليمات الرقابية. وأوضح المرزوق أن دور «بيتك» المجتمعي ينطلق من طبيعة عمل واهداف وسياسات «بيتك» وثقته في القدرة على تحقيق قيمة مضافة للمجتمع، ومن أبرز إنجازات «بيتك» في المسؤولية الاجتماعية مبادرة إعادة إعمار سوق المباركية بنحو 8 ملايين دينار، وكذلك قام «بيتك» بتلبية نداء الحملة الوطنية للغارمين وقدم 7 ملايين دينار إضافية، ليصبح إجمالي المبلغ المقدم نحو 38 مليون دينار منذ عام 2019. كما قدم «بيتك» مليون دينار إلى البنك الكويتي للطعام والإغاثة، لتوفير المؤن الغذائية ومستلزمات الطعام للأسر المتعففة داخل الكويت، الى جانب العديد من المساهمات ذات الاثر الملموس، وحصل «بيتك» على جائزة المسؤولية الاجتماعية للشركات على مستوى الشرق الأوسط من «ايميا فاينانس» تقديرا لدوره المجتمعي الرائد. قوة مالية من جهته، ذكر الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيتك» بالتكليف عبدالوهاب الرشود أن المؤشرات المالية لـ«بيتك» للربع الاول من عام 2024 أظهرت قوة من حيث الربحية وقيمة الأصول وجودتها، وكفاية رأس المال، ونسب السيولة، التي شهدت نموا مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما زادت الإيرادات التشغيلية وتحقق التنوع في الإيرادات، ونجح «بيتك» في المحافظة على معدلات جيدة فيما يخص تغطية الديون المتعثرة من المخصصات، ومعدلات التكلفة الى الإيراد، مما نتج عنه قوة مالية ونمو كبير. وأضاف الرشود أن سوق الصكوك يحظى بأهمية خاصة بالنسبة لـ«بيتك»، كونه أحد أبرز أدوات التمويل في الأسواق العالمية، لافتا إلى نجاح عملية إصدار صكوك ذات أولوية غير مضمونة (Senior Unsecured) بقيمة مليار دولار، ولأجل 5 سنوات، وهذا الإصدار هو الأول تحت مظلة برنامج صكوك «بيتك» بقيمة إجمالية للبرنامج تعادل 4 مليارات دولار. على صعيد متصل، أوضح الرشود أن «بيتك» ما زال يتصدر مكانته الرائدة في السوق الأولي والسوق الثانوي لإصدارات الصكوك لبرنامج مؤسسة إدارة السيولة الإسلامية الدولية (IILM)، من خلال تصدره قائمتي المتداولين الرئيسيين في إصدارات (IILM). وأشار الرشود إلى أن «بيتك» يواصل تميزه في استراتيجية التحول الرقمي، مع تعزيز الريادة في طرح الحلول والخدمات المالية الرقمية المبتكرة من خلال KFHOnline (على الموبايل والموقع الإلكتروني)، وأجهزة (XTM) وفروع (KFH-Go) الذكية. وأضاف أن «بيتك» أطلق بنك «تم»، وهو أول بنك رقمي إسلامي في الكويت، كما أطلق منصة الدفع الرقمية «زاهب» للتجار، إلى جانب طرح العديد من الحلول المصرفية المبتكرة بما يمنح العميل تجربة مصرفية سهلة وفريدة من نوعها. الاستدامة والتمويل الأخضر وأفاد الرشود بأن «بيتك» يرسخ موقعه في طليعة المؤسسات التي تتبنى مفهوم الاستدامة في عملياتها بالكويت والأسواق الأخرى التي تعمل فيها المجموعة، مبينا أن «بيتك» نجح في قيادة وترتيب العديد من إصدارات الصكوك الخضراء، ومول وشارك في العديد من الصفقات والمشاريع التنموية الصديقة للبيئة، بما يتماشى مع رؤية «بيتك»، من خلال توفير حلول مصرفية وتمويلية مستدامة، وخلق آثار إيجابية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح الرشود أن تميز «بيتك» كان محل تقدير عالمي، حيث فاز خلال الربع الأول من العام الجاري بعدة جوائز مرموقة، أبرزها: جائزة أفضل بنك إسلامي - على مستوى الشرق الأوسط، وجائزة أفضل بنك في الكويت، وجائزة أفضل بنك إسلامي في الكويت من مجلة إيميا فاينانس، تقديراً لريادته في الصناعة المصرفية ولانتشاره الجغرافي وقوة علامته التجارية وعلاقاته الاستراتيجية وملاءته المالية، ولإنجازاته البارزة في تقديم خدمات ومنتجات مالية رائدة وحلول مبتكرة. الارتقاء بمستوى الربحية أوضح المرزوق أن «بيتك» نجح في تحقيق الأهداف الرئيسية في استراتيجية المجموعة وتعزيز المكانة الرائدة، منوها بالأداء المالي المتميز، ونسب السيولة الكبيرة والقاعدة الرأسمالية المتينة والأداء التشغيلي القوي الذي نتج عنه تسجيل نمو في الإيرادات التشغيلية وفي الأرباح وفي المحفظة التمويلية وفي جميع المؤشرات المالية الرئيسية، مبينا أن الاستحواذ على البنك الأهلي المتحد البحريني ساهم في الارتقاء بمجمل المؤشرات الرئيسية، حيث نجح «بيتك» في تحقيق أفضل مستويات ومعدلات الأرباح على مستوى القطاع المصرفي الكويتي. بيت التمويل الكويتي الأكثر قراءة غرفة الأخبار يوم الاسبوع الشهر 1 النيابة أمرت و«الداخلية» نفذت والنواب احتجوا 25-04-2024 2 وزيرة البلدية ترفض ارتفاع المباني 20 متراً والسرداب 6 أمتار 25-04-2024 3 الأمير وملك الأردن: على العراق الالتزام باتفاقية خور عبدالله 25-04-2024 4 «التمييز»: لا يجوز حجب رقابة القضاء عن القرارات الإدارية 25-04-2024 5 مرافعة: القبول في النيابة 25-04-2024 6 ضياع وتحلطم... يخليكم ربي 25-04-2024 7 «الكهرباء»: الربط مع «الداخلية» و«العدل» قبل منتصف مايو اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/60537

أكمل القراءة ...

أعلن بنك وربة - البنك الأفضل في الخدمات المصرفية لقطاع الشركات والخدمات المصرفية لقطاع الاستثمار بالكويت - أسماء الفائزين في سحب السنبلة الكبير عن الربع الأول لعام 2024، بحضور ممثل عن وزارة التجارة والصناعة وموظفي بنك وربة عبر إذاعة 360 FM. وبالنسبة للعملاء الذين حالفهم الحظ خلال السحب، فقد توج منصور فايز خلفان خميس بالجائزة الكبرى البالغة 250.000 دينار، وبالنسبة لبقية السحوبات فقد توج بها 10 فائزين لكل فائز مبلغ 1000 دينار، بإجمالي 10.000 دينار، وهم التالية أسماؤهم: باسل أحمد توفيق عدس، زيد جاسم الخالدي، عبدالوهاب حسين الكندري، بدر سعد حمد العازمي، ماريك وولدزريميريز ويزس، عمرو عاطف برهام عبدالحليم، عبدالله شاكر محمود الزيادي، محمد راشد خنفر العتيبي، جابر ناصر سليمان الشعيل، ياسن طاهر أوغلو. وبالنسبة للعملاء الذين حالفهم الحظ في سحب السنبلة للأطفال الشهري، فقد توج 7 فائزين في الجائزة، حيث حصل الفائز الأول على مبلغ 1000 دينار، وهي معصومة سيد إبراهيم القلاف، بينما حصل الفائز الثاني على مبلغ 500 دينار وهو يوسف نافل مبارك اعويش، بينما حصل الفائزون من الثالث حتى السابع على 100 لكل منهم، وهم: سلطان مساعد سلطان شلاش، وناصر محمد شحاذه المطيري، وعبدالرحمن فهد داود مراد، ويوسف إبراهيم عبدالله العوضي، ونادية بدر عبيد العازمي. ويمثل حساب السنبلة الخيار الأمثل لكل الراغبين في توفير الأموال وتحقيق عوائد مالية مناسبة على أرصدتهم في الوقت نفسه، إضافة إلى فرص للفوز بجوائز نقدية طوال العام. وحول حملة السنبلة عام 2024، يواصل بنك وربة تتويج 10 رابحين بمبلغ 1000 دينار لكل فائز أسبوعياً. وعن السحوبات الكبرى سيكون هناك سحب ربع سنوي على مبلغ 250.000 دينار بمعدل 4 سحوبات خلال العام، حيث أقيم السحب الأول في أبريل، ويقام السحب الثاني في يوليو، والسحب الثالث في أكتوبر، أما السحب الرابع الأخير فسيكون في يناير 2025. اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/60617

أكمل القراءة ...

الدوحة – الراية: أعلن مصرف الريان عن إطلاق برنامج تمويل متخصص مصمم لغير المقيمين، في خطوة رائدة لتحفيز الاستثمار الدولي في سوق العقارات في قطر. وفي هذا الإطار وفي مبادرة ريادية تؤكد تميزه وسعيه المستمر في تعزيز الاستثمار الدولي، نظم مصرف الريان حملة ترويجية في المملكة المتحدة، بالتعاون مع الشركة المتحدة للتنمية وبنك الريان ببريطانيا. ووفرت الحملة الترويجية، التي عقدت على مدى يومين بتاريخ 15 و16 أبريل، منصة للمستثمرين للتعرف على الفرص القيّمة المتاحة في المشهد العقاري في قطر. وأثناء اللقاء في 15 أبريل الذي عقد في فندق كورنثيا على مأدبة غداء، قدمت الشركة المتحدة للتنمية عرضًا مفصلًا سلطت الضوء خلاله على مناطق الاستثمار الجاذبة في قطر، بما في ذلك مشاريعها المتميزة في جزيرتيّ اللؤلؤة وجيوان. كما شرح مصرف الريان مميزات برنامجه التمويلي المتخصص لغير المقيمين والمعتمد من قبل السلطات التنظيمية، والرامي إلى تسهيل الاستثمار الدولي في قطر. قالت الآنسة رنا الأسعد، مدير عام خدمة الأفراد والخدمات المصرفية الخاصة في مصرف الريان: «نحن سعداء لإطلاق هذا البرنامج التمويلي المبتكر، والذي يؤكد التزامنا بدفع الاستثمار الدولي والمساهمة في نمو الاقتصاد القطري». وأكدت على استعداد سوق العقارات في دولة قطر للنمو وزيادة فرص الاستثمار: «يسرنا أن نزود المستثمرين الدوليين بحلول تمويل مصممة خصيصًا لهذا الهدف والتي تمكن المستثمر الحصول عليها بسهولة ويسر». وبهذه المناسبة، قال السيد فيصل ناصر العمادي، المدير التنفيذي للشؤون التجارية في الشركة المتحدة للتنمية: «يسر الشركة المتحدة للتنمية أن تعقد شراكات جديدة وتوسع انتشارها العالمي من خلال التعاون مع مصرف الريان، حيث يجمعنا هدف واحد يرمي إلى تعزيز القطاع العقاري في قطر وجذب المستثمرين الدوليين إلى عقارات الشركة المتحدة للتنمية المتميزة في جزيرتيّ اللؤلؤة وجيوان». وأضاف: «إن تحالفنا مع مؤسسة مالية مرموقة مثل مصرف الريان لا يوفر فقط إمكانية الوصول إلى حلول التمويل الإسلامي المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والعملاء المميزين، ولكنه يمكّننا أيضًا من تقديم قطر كوجهة رئيسية للاستثمار العقاري في المنطقة. ومن خلال هذا التعاون، نسلط الضوء على خيارات التمويل الإسلامي المتاحة لغير المقيمين ومزايا الإقامة التي تأتي مع الاستثمار في قطر. وبفضل محفظة الشركة المتحدة للتنمية العقارية المتنوعة والإدارة المجتمعية السلسة، والالتزام بالاستدامة، فنحن واثقون من جذب المستثمرين الأجانب للمساهمة في المشهد العقاري المزدهر في دولة قطر». أما في اليوم التالي من الحملة الترويجية، 16 أبريل، فقد عقدت اجتماعات فردية في مقر مصرف الريان في المملكة المتحدة، الواقع في 4 ستراتفورد بليس في المملكة المتحدة. وأتاحت هذه الفرصة الحصرية للمشاركين التفاعل مباشرة مع الفريق، والإجابة على كافة الأسئلة والاستفسارات واستكشاف فرص الاستثمار المحتملة في قطر.

أكمل القراءة ...

تقارير

        الرياض - نشأت فكرة الصكوك أو التصكيك منذ أكثر من نصف قرن وتحديدًا منذ 53 عامًا، وتمتد بذلك رحلة الصكوك لأكثر من نصف قرن من الزمان. وبدأت الصكوك بالظهور على ساحة العالم الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 م، مع إصدار الهيئة الوطنية الحكومية للرهن العقاري لصكوك تستند على القروض المضمونة بالرهن العقاري، وكان ذلك أول ظهور له معتمدًا على فكرة بيع القروض والديون وتداولها. ووصلت الصكوك في الوقت الحالي لانتشار كبير في أسواق المال المختلفة حول العالم، وتضم السوق السعودية 53 صك حكومي، و4 صكوك للشركات، ومنها 2 فقط مدرجين للتداول بالسوق، هما صكوك الكثيري 1 وصكوك الراجحي. وتتلخص فكرة الصكوك في الهدف الأساسي منها وهو ربط الديون الأصلية بالأوراق المالية مباشرة، وذلك من خلال تجميع الديون وتكوين محفظة، ثم إصدار أوراق مالية مقابل تلك المحفظة المالية المضمونة بضماناتها. 7 دوافع لإصدار الصكوك وتتمثل الدوافع الأساسية لإصدار الصكوك الاستثمارية في عدة نقاط، يأتي في مقدمتها : 1. تسهيل عملية تسييل الأصول، وذلك بإعادة تدوير الأموال المستثمرة دون الحاجة للانتظار حتى يتم تحصيل الحقوق المالية على آجلها المختلفة، لأن عملية التصكيك تسهم في تحويل الأصول غير السائلة إلى أصول سهلة التسييل. 2. خفض تكلفة التمويل والمخاطر، لأن تحويل الأصول إلى صكوك يسمح بزيادة مصادر التمويل والوصول لمستثمرين جدد يستهدفون الاستثمار من خلال تمويلات طويل ومتوسطة الأجل. 3. وتتسم الصكوك بانخفاض درجة المخاطر لأنها مضمونة بضمانات عينية وهي الأصول، وإضافةً إلى ذلك فأن عملية التصكيك تتطلب فصل محفظة التصكيك وما يتعلق بها من ضمانات عن باقي الأصول المملوكة للشركة المصدرة للصكوك. 4. تعمل الصكوك على تنشيط سوق المال بتوفير مصادر تمويل جديدة وتنويع المعروض فيها من الأوراق المالية، وكذلك تنشيط سوق تداول الصكوك، وتمكن من تمويل النشاطات الاقتصادية الضخمة، وتمثل صكوك صكوك الكثيري 1 نموذجًا مثاليًا لذلك كأحد الصكوك المدرجة بسوق تداول السعودية. 5. وتسهم الصكوك في رفع القدرة الائتمانية للشركة المصدرة لها وتحسين هيكلها التمويلي، حيث أن التوريق يتطلب التصنيف الائتماني للمحفظة بصورة مستقلة عن الشركة ذاتها، ومن ثم يكون تصنيفها الائتماني مرتفعًا. 6. الموائمة بين آجال التمويل، ومصادر واستخدامات التمويلات، فالصكوك تساعد الشركة المصدرة في الحصول على السيولة اللازمة لسداد التزاماتها قصيرة الأجل. 7. وحول المصارف فبطبيعتها لديها محافظ حقوق مالية بمبالغ كبيرة متمثلة فيما تمنحه من قروض وتسهيلات ائتمانية، وبالتالي فعملية التصكيك تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لها وهي تحسين معدل كفاية رأس المال في ظل معايير بازل 2، وتحسين المواءمة بين آجال الأصول والالتزامات والحصول على التمويل اللازم لمنح قروض جديدة، وتنويع أفضل لمخاطر الائتمان وخفض تكلفة التمويل وتنويع مصادره. خصائص الصكوك المالية هناك عدة خصائص تميز الصكوك عن غيرها من أدوات الاستثمار الأخرى، وساهمت تلك الخصائص في انتشارها انتشارًا واسعًا، ومن أهمها، أنها وثائق تصدر باسم مالكها وبفئات متساوية القيمة، وذلك لأنها تمثل حصصاً شائعة في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص بهدف تيسير التداول عليها فتشبه الأسهم والسندات في ذلك. والصكوك الإسلامية تصدر وتتداول وفقًا لشروط وضوابط شرعية وتخصص حصيلتها للاستثمار في مشاريع تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتقوم على أساس عقود شرعية، ووفقًا لصيغ التمويل الإسلامية مثل المشاركات والمضاربات وغيرها. ويمكن للصكوك أن نضيف خاصية أخرى وهي أن مالك الصك مشارك في الموجود، ما يعني أن مالكي الصكوك يشاركون في عوائدها وفق اتفاق توضحه الشركة في نشرة الإصدار، ويتحملون كذلك خسائرها. أنواع الصكوك المالية على أساس الملكية صكوك المضاربة: وهي أداة استثمارية تقوم على تجزئة رأس مال الإقراض «المضاربة» بإصدار صكوك ملكية برأسمال، وتكون على أساس وحدات متساوية القيمة، ومسجلة بأسماء أصحابها باعتبارهم يملكون حصصًا شائعة في رأسمال المضاربة وما يتحول إليه بنسبة ملكية كل منهم فيه. صكوك المشاركة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لاستخدام حصيلتها في انشاء مشروع أو تطوير مشروع قائم، أو في تمويل نشاط على أساس عقد من عقود المشاركة، ويصبح المشروع أو موجودات النشاط ملكًا لحملة الصكوك في حدود خصصهم. صكوك الوكالة بالاستثمار: وهي وثائق مشاركة ممثل مشروعات أو أنشطة تدار على أساس الوكالة بالاستثمار بتعيين وكيل عن حملة الصكوك لإدارتها. صكوك المزارعة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها في تمويل مشروع على أساس المزارعة، ويصبح لحملة الصكوك حصة في المحصول وفق ما حدده العقد. أنواع الصكوك المالية على أساس المعاوضات صكوك المرابحة: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لتمويل شراء سلعة المرابحة، وتصبح سلعة المرابحة مملوكة من حملة الصكوك. صكوك الاستصناع: وهي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها تصنيع سلعة، ويصبح المصنوع مملوكًا لحاملي الصكوك صكوك السلم: وهي وثائق متساوية القيمة يتم اصدارها لتحصيل رأس مال السلم. صكوك الإجارة: وهي وثائق ذات قيمة متساوية تمثل حصصًا شائعة في ملكية أعيان موجرة أو موعود بتأجيرها أو منافع أو خدمات، وهي قائمة على أساس عقد الإجارة. ويذكر أن صكوك الكثيري 1 صدرت بقيمة 1000 ريال للصك، وبعائد نسبته 8.5 بالمائة، ويقدر بنحو 43.44 ريال توزع كل 6 أشهر. ونقترب في الوقت الحالي من موعد توزيع العوائد المالية حيث تقرر أن تكون في 30 سبتمبر / أيلول الجاري. وتعمل شركة الكثيري القابضة في إدارة الشركات التابعة لها أو المشاركة في إدارة الشركات الأخري التى تساهم فيها وتوفير الدعم اللازم لها وامتلاك حقوق الملكية الصناعية من براءات الإختراع والعلامات التجارية والصناعية وحقوق الإمتياز وغيرها من الحقوق المعنوية واستغلالها وتأجيرها للشركات التابعة لها أو لغيرها.

أكمل القراءة ...

        د. هايدي عيسى حسن * مدرس بقسم القانون الدولي الخاص كلية الحقوق – جامعة القاهرة القاهرة - أشارت (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة) نشرتها مجلة الاقتصاد الاسلامي مؤخرا بعنوان ( تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تحت مجهر الواقع ) الى أن التقنين بات أمرًا واقعًا في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، بل وتناوله بالبيان الفقه الأجنبي حتى صار شأنًا لا يمكن بأي حال غضُّ الطرف عنه؛ حيث أصدرت الدول العربية والإسلامية بلا استثناء قوانين متعددة، في ضوء الحاجة الماسة إلى تنظيم كثير من المسائل المُجتمعية. وإذا تحدثنا على مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، فقد ذكر بعض الفقهاء أنَّ تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعدُّ تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا، إلا أنَّ التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام دينٌ وقومية، ولنا في قول الله جل في علاه آية، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية92. وقد تناولت الباحثة في الحلقة الأولى من الدراسة أبرز الأبعاد التاريخية للتقنين، وغايات التقنين والفئات المستفيدة منه، وفي هذه الحلقة سوف تتناول واقع التقنينات الإسلامية وموقف القانون والقضاء الأجنبي منها. * التقنينات الإسلامية في ميزان القانون والقضاء الأجنبي : لعل من اللافت أن يُعثَر بين ثنايا الفقه الغربي على دلائل تبرهن على اهتمامهم بتناول مسألة تقنين الشريعة الإسلامية، وتحديدًا من قبل الفقه الأوروبي؛ ولقد كان حتميًّا بعد الوصول لهذه النتيجة ألا يقف البحث عندها، بل يتتبع باقي خيوطها ليُرى هل الفقه والقضاء الأجنبي أنصف فكرة التقنين أم لا؟ وأيًّا ما كان الجواب فمن الطبيعي البحث كذلك عن مواقف بعض المحاكم الأجنبية من تطبيقها للشريعة؟ ليُوجه لها السؤال: هل أنصفت أحكامها القضائية الشريعة الإسلامية وطبقتها حقَّ تطبيقها؟ أولاً: أبعاد دور القانون الأوروبي في التقنين الإسلامي: لعله كان منطقيًّا أن يكون من بين الأمور التي تستوقف الباحث في خضم موضوع الدراسة عثوره أثناء البحث على بعض محاولات الفقه الغربي لتقنين المعاملات الإسلامية، وذلك إلى جانب بيان ما أداه الفقه الأجنبي – الأوروبي تحديدًا – من دور في الإحياء التشريعي الإسلامي، قوامه وجود تدخلات أجنبية في القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية(1)، بحسب تصريح الدكتور «ليوناردو وود» في أطروحته للدكتوراه بجامعة هارفارد، التي تُرجِمت إلى اللغة العربية . وعن أبعاد الدور المذكور فقد أظهر «وود» عبر العديد من الأدلة أنَّ التفاعل المتزايد مع المجالات الدراسية الأوروبية ذات الصلة بالنظرية القانونية المقارنة والتشريع الإسلامي ساعد – وبمرور الوقت – على إلهام زعماء الأحياء ومساعدتهم في تطوير نسخة حديثة وقانونية من التشريع الإسلامي؛ وبناءً عليه فوجهة النظر هذه التي أطلقها «وود» سيكون لها بطبيعة الحال تداعيات مهمة على فهم التاريخ المصري ككل، وكذا التاريخ القانوني الإسلامي، بل تاريخ القانون المقارن، وكذا التداخلات أو التفاعلات متعددة الأوجه والمثيرة للجدل بين الفكر الأوروبي والإسلام إبان الحقبة الاستعمارية؛ كبعد أوسع للمسألة . وبعد الطرح السابق؛ مازال التساؤل قائمًا: هل ما سبق يعني أن الفقه الأجنبي يجنح لقبول التقنينات الإسلامية أم لا؟ وأبعد من ذلك؛ فماذا عن تطبيق المحاكم الأجنبية للشريعة الإسلامية؟ ولن أقول للتقنينات الإسلامية؛ فهل تطبق المحاكم المذكورة مقتضيات الشريعة الإسلامية إذا اقتضت حيثيات القضية ذلك، إذعانًا بأن التقنين الفعلي من قبل السلطة التشريعية المختصة لم ير النور بعد؛ هذا هو ما ستوضحه السطور القادمة. ثانياً: مواقف بعض الأحكام الأجنبية من تطبيق الشريعة الإسلامية حال عدم وجود تقنين: لعل مما يكمل الطرح تتبع بعض ردود الأفعال حيال مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من واقع أحكام المحاكم الأجنبية التي طُرحت أمام محاكمها مثل هذه المنازعات؛ فما فتئت دلائل أهمية تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تتسلسل واحدة تلو الأخرى، وإن أتى في مقدمتها تنوع صور الخدمات المصرفية الإسلامية حول العالم، وإنشاء مؤسسات مالية إسلامية في دول كالمملكة المتحدة، وفرنسا،وألمانيا، ولوكسمبورج التي قيل عنها: إنها تعتبر موطنًا فريدًا أو مميزًا للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة. وقبل مغادرة هذا المقام تحديدًا تجدر الإشارة إلى أن ما وصلت إليه فرنسا من مواقف لم يأتِ بين عشية وضحاها؛ فلطالما تساءل الفقه الفرنسي نفسه: لماذا لايزال النظام المالي والمصرفي الفرنسي لا يوفر للمسلمين في فرنسا – الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في العالم الغربي – إمكانية الوصول إلى مجموعة من الخدمات المالية والمصرفية التي تتفق وتوجهاتهم الدينية؟. وإجمالاً فلقد آثرتُ أن أطرح هنا الرأي والرأي الآخر؛ فإذا كان تقنين المعاملات المالية الإسلامي قد صاحبه قبول لدى قضاة المحاكم الأجنبية بافتراض وجوده، أو بالأحرى تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية؛ فإن هذه الوقفة أضحت لازمة توضيحًا لأبعادها أولاً، واستظهارًا لحيثياتها ثانيًا، وتقييمًا لها ثالثًا. وعليه سعيت في هذه الجزئية ألَّا أبين الرأي المطروح فحسب، بل لزم الرد على ما قيل من ذرائع لعدم جواز تقنين الشريعة الإسلامية؛ رغم ما قابله تطبيق الشريعة الإسلامية من رواج وانتشار لدى المحاكم، لن أقول العربية بل الأجنبية، وبطبيعة الحال لدى هيئات التحكيم أيضًا؛ إلا أنه وللأسف – في المقابل – كان أحد الأسباب التي أُسست عليها الأحكام الرافضة لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ من ذلك القول بأن: 1- وصفهم للشريعة الإسلامية بأنها قانون وطني وليست تقنيناً دينياً أخلاقياً religious moral code، وترتيبًا على هذا الوصف فالشريعة الإسلامية إذن لا تَفِي بالمعايير المطلوبة! ولا أبلغ من الرد على هؤلاء بما قالوه هم أنفسهم؛ فوصفهم للشريعة بالتقنين دليلٌ صريح لا ضمني على اعترافهم بما لديها من المقوِّمات الدَّاعِمة لفرض تطبيقها، وقد مضى بيان أنَّ مجرد استقاء أحكام مثل هذه المعاملات المالية الإسلامية من أحكام الشريعة الإسلامية هو في حدِّ ذاته مدعاة لدحض أي شبه ذات صلة بعدم جواز تقنينه. أضف إلى ذلك ما ذُكِر عن حقِّ التقنين المستمد من أحكام الشريعة هو أنه رد إلى الله وإلى الرسول وليس خيارًا ثالثًا، واستُتبع البعض القول بأن القاضي المجتهد نادرٌ في زماننا. 2- «معظم القانون الإسلامي للمعاملات التجارية والمالية لم يتم تقنينه في ثوبٍ محدَّدِ المعالم؛ وإنما أُسِّس على الآراء المتباينة للمدارس الفقهية«؛ كحجة ثانية. والقول السابق هو الآخر مردودٌ عليه؛ فنص أطراف العقود المالية الإسلامية – دولية أم لا – على خضوع عقدهم للشريعة الإسلامية مقتضاه الامتثال للقرآن والسنة دونما تحديدٍ لمذهبٍ أو توجه بعينه ، أضف إلى ذلك ما لحق بالحجة السابقة من غرابة بدت ملامحها واضحة؛ كونها صادرة عن مدرسةٍ لا يعتمد نظامها القانوني على التقنين بحسب ما هو متعارف عليه، بل على السوابق والأعراف وهي (المدرسة القانونية البريطانية)! تعقيب: ثمة نقاط مهمة ظلت شاهدة على ما مضى توجَز فيما يأتي: – لا تُقلِّل الفاقة المذكورة من الصلاحية الذاتية للقانون الإسلامي ليكون قانونًا واجبَ التطبيق بوصفه قانونًا وطنيًّا؛ وإن لم يكن قانونًا مقنَّنًا؛ فهو «نظامٌ قانونيٌّ»، باعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير والتفسير. – الاعتراف بحاجة القانون الإسلامي للتقنين المادي إذعانٌ شكليٌّ فرضته اعتباراتٌ قانونيةٌ، وإلا فهو مطبَّقٌ فعليًّا في الدول الإسلامية، وجزءٌ أصيلٌ من قوانينها، وإن تعدَّدت الأنظمة القانونية داخل الدولة الواحدة؛ كقناعات أُسست بعدما اقتضت الدراسة الرجوع لقديم أمهات كتب أصول القانون الإسلامي وحديثها، وبعدة لغات. – لا يخفى ما لتقنين القواعد المالية الإسلامية أو توحيدها من دور في تعزيز الجهود لقيام اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تسهم في إيجاد نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. – تعددت النداءات المطالبة بنمذجة العقود المتوافقة مع الشريعة دوليًا أو بصيغة أخرى جعلها عقودًا نمطية؛ خشية الاصطدام بعائق تقنين المعاملات كأحد أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي عقب النزول إلى أرض الواقع. – إنزالاً لفحوى القواعد القانونية الكلية على مرتبات الحاجة لتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية؛ فثمة اقتراح فحواه إمكانية صياغة عقود المعاملات المالية الإسلامية مُتمتِّعة بالكفاية الذاتيَّة، تعويلاً على وعي أطرافه بالصورة الكافية على النحو الذي جعلهم يُضمِّنون عقدهم حلولاً واضحةً لتسوية منازعاتهم الأكثر توقُّعًا، وبمفهوم المخالفة عدم تركها مُعلَّقةً حسب اجتهاد القاضي أو المحكم. وبهذا التعقيب يُشار إلى انتهاء المبحث الثاني بطرح بعض النتائج والتوصيات التي تختتم بها الدراسة وتضاف كذلك لقائمة النتائج والتوصيات المرفقة بخاتمة الدراسة تحاشيًا لتكرارها، داعية المختصين والمسئولين والفقهاء وكلِّ ذي صلة أن يبدأ من حيث انتُهي بالفعل، وعسى ما حملته الدراسة بين سطورها من أهداف كانت مدعاة لشحذ الهمم. الخاتمة (النتائج والتوصيات) إن موضوع البحث المقتطف لواحدة من أدق أبعاد تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ووضعها تحت مجهر الواقع؛ في دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة، شأنُ اقتضى انشطارها لمبحثين أساسيين، سبقتهما مقدمة ضمَّت إطلالة مجملة على موضوع الدراسة ودواعي أهميته، أعقبها عرض لأخص إشكالياتها وأبرز أهدافها، مرورًا بتوضيح أنسب المناهج التي سلكتها الدراسة وصولاً لمنهجيتها وخطتها الأَولى. ولقد شُيدت أعمدة كلٍّ من منهجية الدراسة ومعها خطتها على فكرتين أساسيتين؛ طرحت أولهما طرحًا مقتضبًا لجملة أوليات في تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، تلاه استشراف الواقع الذي تشهده ساحة التقنينات الإسلامية عمومًا والمالية خصوصًا، عاضدهما وضعها في ميزاني الفقه والقضاء الأجنبي، لتستجمع الدراسة بذلك أهم مقوماتها التطبيقية أو العملية إلى جوار فكرتها النظرية من زاوية مُستدامة استعرضت التوجهات المتنوعة الممتثلة لطبيعة واحتياجات المعاملات المالية الإسلامية. وبعدما وصلت الدراسة – بحمد الله ومنته – إلى هذه المرحلة، انتهت إلى النتائج والتوصيات الآتية: 1- النتائج: أولًا- عرفت الشرائع القديمة قبل الحديثة فكرة التقنين بحسب ما أفصحت عنه بالتفصيل كتب تاريخ القانون؛ وبذا عرفته مختلف الحضارات لكن بصورٍ متباينة، وبدرجات مختلفة من السذاجة والنضج وهو ما أصله الفقه وعكف عليه قرونًا، وبيَّنت الدراسة أبرز أمثلته وأخص أُطره. ثانيًا- إنَّ ما اعترض سبيل تقنين المعاملات المالية الإسلامية من معوقات متشعبة شأنٌ لم يَحل ألبتة دون وجود تقنينات متعددة المصادر متشعبة الحقب الزمنية التي خرجت خلالها للنور؛ وإلا لما كنَّا في هذا المقام إذن؛ وكأن حصيلة الموقف أن التقنينات قائمة والعراقيل ماضية والحاجة باقية. ثالثًا- أهمية الذود عن التقنينات الإسلامية القائمة لا لكثرتها وتنوعها الموضوعي والشكلي فحسب؛ بل توطيدًا لعُرى السلسلة البحثية؛ ليُبدأ مما انتهى إليه فقهاؤنا العظام في فترات زمنية سابقة، وإلَّا فالبديل هو السير في حلقات مفرغة وإهدار الأوقات وتبديد الطموحات. رابعًا- اتساق حلقات السلسلة البحثية اقتضى توضيحًا لأبرز التقنينات القائمة، استكمالاً لما بُدِء لا العودة من جديد، دحضًا لحجج قائمة، وكشفًا عن أبعاد أدوار الفقه والقضاء الأجنبي في إحياء التشريع الإسلامي، وفي العملية التقنينة ككل. خامسًا- ما بين التأريخ والتعريف والمقارنة بقي الشاهد: الحاجة إلى صياغة تقنين لأحكام المعاملات المالية وتحكيمها للشريعة في صبغة قانونية، بصورة مرتبة مرقمة؛ كمرجع ييسر للقضاة، ويبصر المحامين، ويشكل في الوقت ذاته مصدرًا لتعامل واطلاع الجمهور. سادسًا- تعدد الدواعي المعززة للحاجة للتقنين، أبرزها: تشعب المعاملات المالية المعاصرة، وتنوع العقود وصياغاتها في البلد الواحد ناهيك عن غيره من البلدان، فضلًا عما يشهده فقه المعاملات المالية من تطورات ومستجدات تظهر من حين لآخر، يرافقها كثرة الاجتهادات، وبزوغ الانفتاح متعدد الزوايا بين الكيانات المالية الإسلامية لتغدو عالمية مستدامة. وبذلك فتشعب مزايا التقنين – على النحو الذي لا تتسع معه سطور النتيجة لطرحها – جعل السبيل الأنسب آنذاك بيان حيثيات المسألة والإشارة لأبرز مراجعها وكذا التوجهات حيالها، وازاه ردُّ الفقه البنَّاء على ما قيل في حق التقنين من عيوب؛ كالجمود أو النقص، رُدَّ عليهما بأنهما عيبان موهومان. سابعًا- طول العهد لم ولن يُبدِّد الأهداف والرغبات التي من أجلها رأت الدراسة النور؛ والتي استُظِل معظمها بمظلة إعلاء مرتبات تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية، في وقت انتشرت فيه المعاملات غير الشرعية، وانتفى فيه العلم المفترض بهذه الأحكام أصلاً، بل حتى بالنسبة لمن يتوفر في حقِّه العلم متجاوزًا – أو بالأحرى متغاضيًا – عن تطبيق الشريعة؛ حتى أصبح الوضع بحاجة إلى تجديد النداءات المُقرَّة بالحاجة إلى تقنين عام وملزم، موجِّه ومبصِّر؛ ذي صبغة تشريعية. ثامنًا- الاتفاق مع ما تبنَّاه بعض الفقهاء من أن تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعد تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا بلا ريب، إلا أن التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام كما عبر عنه الفقه دينٌ وقومية. تاسعًا- الاقتناع بأن التقنين يشكل وجهًا من وجوه التقدم التشريعي والتطور الفقهي، يُحصِر الخيار – وبعد جدال فقهي طويل – صوب الإقدام أو الإحجام عن تقنين الأحكام الفقهية، لا الوقوف دون اتخاذ موقف، وإن ثبت على أرض الواقع أنه لا طائل من استمرار الجدال، وأهمية الانطلاق بالمسيرة الفقهية التشريعية قدمًا نحو التقنين. عاشرًا- لا يخفى ما لتقنين أحكام المعاملات المالية من مردود يحقق استقرار المجتمعات ويتمسك بالتشريع الإسلامي وبتطبيقه، ويوحد الأحكام الخاصة بكل معاملة، وهو ما ستكون له الآثار الإيجابية على نطاق واسع؛ كإبراز دور فقه المعاملات في الإسهام في حكم العلاقات التجارية الحديثة، مرورًا بتيسير المقارنة بين فقه المعاملات والقانون، وصولاً لتوحيد الحكم القضائي. حادي عشر- الشريعة الإسلامية مؤهلة لتكون تقنينًا نموذجيًّا شاملاً باعتراف ضمني يسهل الاستدلال عليه من المعارضين أنفسهم، وباعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير. ثاني عشر- المتأمل في الجهود التي بُذلت تحت مظلة إيجاد تقنين إسلامي يُدرك بسهولة كيف أنها قد تعددت وتنوعت؛ فهذا وإن لم يظهر منذ الوهلة الأولى لحاجته إلى مزيد من التعمق، بيد أن هذه هي عين الحقيقة؛ إذ تنوعت مصادر الجهود التي نادت بتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ما بين جهود مؤسسية من كيانات متخصصة، وجهود فقهية، وجهود فردية، وجهود مشتركة بين الكيانات، وضحت الدراسة مقتضياتها وأمثلتها. ثالث عشر- قد يبدو أن التقنينات الإسلامية المذكورة قد اهتمَّ أغلبها بالمعاملات المالية فحسب؛ بيد أن الإشارة واجبة إلى أن ما ذُكر يظل مجرد أمثلة فقط، وإلا فما زلنا – رغم كثرة التقنينات – بحاجة إلى تجديد واستمرار إطلاق النداءات لاستفادة المشرعين وجمهور الباحثين منها. رابع عشر- لتوحيد وتقنين القواعد المالية الإسلامية دورٌ غير خافٍ في تعزيز جهود المساهمة في إيجاد اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تساعد في صنع نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. 2- التوصيات: أولًا- نهيب بالمسئولين تلمُّس طرق وضع تقنينات إسلامية معاصرة تواكب ما يفرزه الواقع من مستجدات؛ كاستحداث تقنين إسلامي بيئي وتقنين إسلامي للذكاء الاصطناعي ونظيرهما؛ لما تقتضيه الحاجة، والأمر مطروح على طاولة البحث قابل للزيادة بحسب الحاجة. ثانيًا- أهمية شحذ همم الكيانات المختصة ومعها المجامع الفقهية، بل وعموم الجامعات والباحثين للاهتمام بأصول ومتطلبات مسألة التقنين ومجالاتها وجوانبها المتعلقة ذات الصلة فقهيًّا وتشريعيًّا وقضائيًّا، اقتصاديًّا وسياسيًّا، تاريخيًّا ولغويًّا. ثالثًا- مطلوب إعادة النظر في مُحقِّقات ربط التراث الفقهي بالواقع المالي الحالي، تدقيقًا لمدى تطبيق الاجتهاد الجماعي في قضايا فقه المعاملات المالية، يعقبه البحث عن مدى الحاجة إلى تأسيس حركة علمية فقهية ترعى الرؤى المذكورة. رابعًا- التصدي لما يحتاجه تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من تضافر جهود وتركيز أهداف وتوحيد جهود؛ لما لها من دور في ضبط تشعُّب الاجتهادات لا تقليلاً لما بُذل من جهد، بل حرصًا على خروج التقنين في الحُلة المنشودة. خامسًا- على الجميع أن يوقن بأن ما سيولد من رحم شريعتنا الإسلامية من تقنينات – مالية كانت أم غيرها – سيكون مُكتسبًا لخصائصها الفريدة الخالدة، مُتمتعًا بالمقومات عينها، مُنغمسًا في التوجهات ذاتها؛ وعليه نشيد بتكرار نداءات الفقهاء كيف يكون لدينا هذا الكنز المنير ونفرط فيه؟ * عن مجلة الاقتصاد الاسلامي

أكمل القراءة ...

د. هايدي عيسى حسن * مدرس بقسم القانون الدولي الخاص كلية الحقوق – جامعة القاهرة القاهرة - أشارت (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة) نشرتها مجلة الاقتصاد الاسلامي مؤخرا بعنوان ( تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تحت مجهر الواقع ) الى أن التقنين بات أمرًا واقعًا في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، بل وتناوله بالبيان الفقه الأجنبي حتى صار شأنًا لا يمكن بأي حال غضُّ الطرف عنه؛ حيث أصدرت الدول العربية والإسلامية بلا استثناء قوانين متعددة، في ضوء الحاجة الماسة إلى تنظيم كثير من المسائل المُجتمعية. وإذا تحدثنا على مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، فقد ذكر بعض الفقهاء أنَّ تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعدُّ تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا، إلا أنَّ التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام دينٌ وقومية، ولنا في قول الله جل في علاه آية، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية92. وقد تناولت الباحثة في الحلقة الأولى من الدراسة أبرز الأبعاد التاريخية للتقنين، وغايات التقنين والفئات المستفيدة منه، وفي هذه الحلقة سوف تتناول واقع التقنينات الإسلامية وموقف القانون والقضاء الأجنبي منها. * التقنينات الإسلامية في ميزان القانون والقضاء الأجنبي : لعل من اللافت أن يُعثَر بين ثنايا الفقه الغربي على دلائل تبرهن على اهتمامهم بتناول مسألة تقنين الشريعة الإسلامية، وتحديدًا من قبل الفقه الأوروبي؛ ولقد كان حتميًّا بعد الوصول لهذه النتيجة ألا يقف البحث عندها، بل يتتبع باقي خيوطها ليُرى هل الفقه والقضاء الأجنبي أنصف فكرة التقنين أم لا؟ وأيًّا ما كان الجواب فمن الطبيعي البحث كذلك عن مواقف بعض المحاكم الأجنبية من تطبيقها للشريعة؟ ليُوجه لها السؤال: هل أنصفت أحكامها القضائية الشريعة الإسلامية وطبقتها حقَّ تطبيقها؟ أولاً: أبعاد دور القانون الأوروبي في التقنين الإسلامي: لعله كان منطقيًّا أن يكون من بين الأمور التي تستوقف الباحث في خضم موضوع الدراسة عثوره أثناء البحث على بعض محاولات الفقه الغربي لتقنين المعاملات الإسلامية، وذلك إلى جانب بيان ما أداه الفقه الأجنبي – الأوروبي تحديدًا – من دور في الإحياء التشريعي الإسلامي، قوامه وجود تدخلات أجنبية في القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية(1)، بحسب تصريح الدكتور «ليوناردو وود» في أطروحته للدكتوراه بجامعة هارفارد، التي تُرجِمت إلى اللغة العربية . وعن أبعاد الدور المذكور فقد أظهر «وود» عبر العديد من الأدلة أنَّ التفاعل المتزايد مع المجالات الدراسية الأوروبية ذات الصلة بالنظرية القانونية المقارنة والتشريع الإسلامي ساعد – وبمرور الوقت – على إلهام زعماء الأحياء ومساعدتهم في تطوير نسخة حديثة وقانونية من التشريع الإسلامي؛ وبناءً عليه فوجهة النظر هذه التي أطلقها «وود» سيكون لها بطبيعة الحال تداعيات مهمة على فهم التاريخ المصري ككل، وكذا التاريخ القانوني الإسلامي، بل تاريخ القانون المقارن، وكذا التداخلات أو التفاعلات متعددة الأوجه والمثيرة للجدل بين الفكر الأوروبي والإسلام إبان الحقبة الاستعمارية؛ كبعد أوسع للمسألة . وبعد الطرح السابق؛ مازال التساؤل قائمًا: هل ما سبق يعني أن الفقه الأجنبي يجنح لقبول التقنينات الإسلامية أم لا؟ وأبعد من ذلك؛ فماذا عن تطبيق المحاكم الأجنبية للشريعة الإسلامية؟ ولن أقول للتقنينات الإسلامية؛ فهل تطبق المحاكم المذكورة مقتضيات الشريعة الإسلامية إذا اقتضت حيثيات القضية ذلك، إذعانًا بأن التقنين الفعلي من قبل السلطة التشريعية المختصة لم ير النور بعد؛ هذا هو ما ستوضحه السطور القادمة. ثانياً: مواقف بعض الأحكام الأجنبية من تطبيق الشريعة الإسلامية حال عدم وجود تقنين: لعل مما يكمل الطرح تتبع بعض ردود الأفعال حيال مسألة تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من واقع أحكام المحاكم الأجنبية التي طُرحت أمام محاكمها مثل هذه المنازعات؛ فما فتئت دلائل أهمية تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية تتسلسل واحدة تلو الأخرى، وإن أتى في مقدمتها تنوع صور الخدمات المصرفية الإسلامية حول العالم، وإنشاء مؤسسات مالية إسلامية في دول كالمملكة المتحدة، وفرنسا،وألمانيا، ولوكسمبورج التي قيل عنها: إنها تعتبر موطنًا فريدًا أو مميزًا للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة. وقبل مغادرة هذا المقام تحديدًا تجدر الإشارة إلى أن ما وصلت إليه فرنسا من مواقف لم يأتِ بين عشية وضحاها؛ فلطالما تساءل الفقه الفرنسي نفسه: لماذا لايزال النظام المالي والمصرفي الفرنسي لا يوفر للمسلمين في فرنسا – الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في العالم الغربي – إمكانية الوصول إلى مجموعة من الخدمات المالية والمصرفية التي تتفق وتوجهاتهم الدينية؟. وإجمالاً فلقد آثرتُ أن أطرح هنا الرأي والرأي الآخر؛ فإذا كان تقنين المعاملات المالية الإسلامي قد صاحبه قبول لدى قضاة المحاكم الأجنبية بافتراض وجوده، أو بالأحرى تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية؛ فإن هذه الوقفة أضحت لازمة توضيحًا لأبعادها أولاً، واستظهارًا لحيثياتها ثانيًا، وتقييمًا لها ثالثًا. وعليه سعيت في هذه الجزئية ألَّا أبين الرأي المطروح فحسب، بل لزم الرد على ما قيل من ذرائع لعدم جواز تقنين الشريعة الإسلامية؛ رغم ما قابله تطبيق الشريعة الإسلامية من رواج وانتشار لدى المحاكم، لن أقول العربية بل الأجنبية، وبطبيعة الحال لدى هيئات التحكيم أيضًا؛ إلا أنه وللأسف – في المقابل – كان أحد الأسباب التي أُسست عليها الأحكام الرافضة لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ من ذلك القول بأن: 1- وصفهم للشريعة الإسلامية بأنها قانون وطني وليست تقنيناً دينياً أخلاقياً religious moral code، وترتيبًا على هذا الوصف فالشريعة الإسلامية إذن لا تَفِي بالمعايير المطلوبة! ولا أبلغ من الرد على هؤلاء بما قالوه هم أنفسهم؛ فوصفهم للشريعة بالتقنين دليلٌ صريح لا ضمني على اعترافهم بما لديها من المقوِّمات الدَّاعِمة لفرض تطبيقها، وقد مضى بيان أنَّ مجرد استقاء أحكام مثل هذه المعاملات المالية الإسلامية من أحكام الشريعة الإسلامية هو في حدِّ ذاته مدعاة لدحض أي شبه ذات صلة بعدم جواز تقنينه. أضف إلى ذلك ما ذُكِر عن حقِّ التقنين المستمد من أحكام الشريعة هو أنه رد إلى الله وإلى الرسول وليس خيارًا ثالثًا، واستُتبع البعض القول بأن القاضي المجتهد نادرٌ في زماننا. 2- «معظم القانون الإسلامي للمعاملات التجارية والمالية لم يتم تقنينه في ثوبٍ محدَّدِ المعالم؛ وإنما أُسِّس على الآراء المتباينة للمدارس الفقهية«؛ كحجة ثانية. والقول السابق هو الآخر مردودٌ عليه؛ فنص أطراف العقود المالية الإسلامية – دولية أم لا – على خضوع عقدهم للشريعة الإسلامية مقتضاه الامتثال للقرآن والسنة دونما تحديدٍ لمذهبٍ أو توجه بعينه ، أضف إلى ذلك ما لحق بالحجة السابقة من غرابة بدت ملامحها واضحة؛ كونها صادرة عن مدرسةٍ لا يعتمد نظامها القانوني على التقنين بحسب ما هو متعارف عليه، بل على السوابق والأعراف وهي (المدرسة القانونية البريطانية)! تعقيب: ثمة نقاط مهمة ظلت شاهدة على ما مضى توجَز فيما يأتي: – لا تُقلِّل الفاقة المذكورة من الصلاحية الذاتية للقانون الإسلامي ليكون قانونًا واجبَ التطبيق بوصفه قانونًا وطنيًّا؛ وإن لم يكن قانونًا مقنَّنًا؛ فهو «نظامٌ قانونيٌّ»، باعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير والتفسير. – الاعتراف بحاجة القانون الإسلامي للتقنين المادي إذعانٌ شكليٌّ فرضته اعتباراتٌ قانونيةٌ، وإلا فهو مطبَّقٌ فعليًّا في الدول الإسلامية، وجزءٌ أصيلٌ من قوانينها، وإن تعدَّدت الأنظمة القانونية داخل الدولة الواحدة؛ كقناعات أُسست بعدما اقتضت الدراسة الرجوع لقديم أمهات كتب أصول القانون الإسلامي وحديثها، وبعدة لغات. – لا يخفى ما لتقنين القواعد المالية الإسلامية أو توحيدها من دور في تعزيز الجهود لقيام اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تسهم في إيجاد نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. – تعددت النداءات المطالبة بنمذجة العقود المتوافقة مع الشريعة دوليًا أو بصيغة أخرى جعلها عقودًا نمطية؛ خشية الاصطدام بعائق تقنين المعاملات كأحد أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي عقب النزول إلى أرض الواقع. – إنزالاً لفحوى القواعد القانونية الكلية على مرتبات الحاجة لتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية؛ فثمة اقتراح فحواه إمكانية صياغة عقود المعاملات المالية الإسلامية مُتمتِّعة بالكفاية الذاتيَّة، تعويلاً على وعي أطرافه بالصورة الكافية على النحو الذي جعلهم يُضمِّنون عقدهم حلولاً واضحةً لتسوية منازعاتهم الأكثر توقُّعًا، وبمفهوم المخالفة عدم تركها مُعلَّقةً حسب اجتهاد القاضي أو المحكم. وبهذا التعقيب يُشار إلى انتهاء المبحث الثاني بطرح بعض النتائج والتوصيات التي تختتم بها الدراسة وتضاف كذلك لقائمة النتائج والتوصيات المرفقة بخاتمة الدراسة تحاشيًا لتكرارها، داعية المختصين والمسئولين والفقهاء وكلِّ ذي صلة أن يبدأ من حيث انتُهي بالفعل، وعسى ما حملته الدراسة بين سطورها من أهداف كانت مدعاة لشحذ الهمم. الخاتمة (النتائج والتوصيات) إن موضوع البحث المقتطف لواحدة من أدق أبعاد تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ووضعها تحت مجهر الواقع؛ في دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة، شأنُ اقتضى انشطارها لمبحثين أساسيين، سبقتهما مقدمة ضمَّت إطلالة مجملة على موضوع الدراسة ودواعي أهميته، أعقبها عرض لأخص إشكالياتها وأبرز أهدافها، مرورًا بتوضيح أنسب المناهج التي سلكتها الدراسة وصولاً لمنهجيتها وخطتها الأَولى. ولقد شُيدت أعمدة كلٍّ من منهجية الدراسة ومعها خطتها على فكرتين أساسيتين؛ طرحت أولهما طرحًا مقتضبًا لجملة أوليات في تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية، تلاه استشراف الواقع الذي تشهده ساحة التقنينات الإسلامية عمومًا والمالية خصوصًا، عاضدهما وضعها في ميزاني الفقه والقضاء الأجنبي، لتستجمع الدراسة بذلك أهم مقوماتها التطبيقية أو العملية إلى جوار فكرتها النظرية من زاوية مُستدامة استعرضت التوجهات المتنوعة الممتثلة لطبيعة واحتياجات المعاملات المالية الإسلامية. وبعدما وصلت الدراسة – بحمد الله ومنته – إلى هذه المرحلة، انتهت إلى النتائج والتوصيات الآتية: 1- النتائج: أولًا- عرفت الشرائع القديمة قبل الحديثة فكرة التقنين بحسب ما أفصحت عنه بالتفصيل كتب تاريخ القانون؛ وبذا عرفته مختلف الحضارات لكن بصورٍ متباينة، وبدرجات مختلفة من السذاجة والنضج وهو ما أصله الفقه وعكف عليه قرونًا، وبيَّنت الدراسة أبرز أمثلته وأخص أُطره. ثانيًا- إنَّ ما اعترض سبيل تقنين المعاملات المالية الإسلامية من معوقات متشعبة شأنٌ لم يَحل ألبتة دون وجود تقنينات متعددة المصادر متشعبة الحقب الزمنية التي خرجت خلالها للنور؛ وإلا لما كنَّا في هذا المقام إذن؛ وكأن حصيلة الموقف أن التقنينات قائمة والعراقيل ماضية والحاجة باقية. ثالثًا- أهمية الذود عن التقنينات الإسلامية القائمة لا لكثرتها وتنوعها الموضوعي والشكلي فحسب؛ بل توطيدًا لعُرى السلسلة البحثية؛ ليُبدأ مما انتهى إليه فقهاؤنا العظام في فترات زمنية سابقة، وإلَّا فالبديل هو السير في حلقات مفرغة وإهدار الأوقات وتبديد الطموحات. رابعًا- اتساق حلقات السلسلة البحثية اقتضى توضيحًا لأبرز التقنينات القائمة، استكمالاً لما بُدِء لا العودة من جديد، دحضًا لحجج قائمة، وكشفًا عن أبعاد أدوار الفقه والقضاء الأجنبي في إحياء التشريع الإسلامي، وفي العملية التقنينة ككل. خامسًا- ما بين التأريخ والتعريف والمقارنة بقي الشاهد: الحاجة إلى صياغة تقنين لأحكام المعاملات المالية وتحكيمها للشريعة في صبغة قانونية، بصورة مرتبة مرقمة؛ كمرجع ييسر للقضاة، ويبصر المحامين، ويشكل في الوقت ذاته مصدرًا لتعامل واطلاع الجمهور. سادسًا- تعدد الدواعي المعززة للحاجة للتقنين، أبرزها: تشعب المعاملات المالية المعاصرة، وتنوع العقود وصياغاتها في البلد الواحد ناهيك عن غيره من البلدان، فضلًا عما يشهده فقه المعاملات المالية من تطورات ومستجدات تظهر من حين لآخر، يرافقها كثرة الاجتهادات، وبزوغ الانفتاح متعدد الزوايا بين الكيانات المالية الإسلامية لتغدو عالمية مستدامة. وبذلك فتشعب مزايا التقنين – على النحو الذي لا تتسع معه سطور النتيجة لطرحها – جعل السبيل الأنسب آنذاك بيان حيثيات المسألة والإشارة لأبرز مراجعها وكذا التوجهات حيالها، وازاه ردُّ الفقه البنَّاء على ما قيل في حق التقنين من عيوب؛ كالجمود أو النقص، رُدَّ عليهما بأنهما عيبان موهومان. سابعًا- طول العهد لم ولن يُبدِّد الأهداف والرغبات التي من أجلها رأت الدراسة النور؛ والتي استُظِل معظمها بمظلة إعلاء مرتبات تطبيق الشريعة الإسلامية على المعاملات المالية الإسلامية، في وقت انتشرت فيه المعاملات غير الشرعية، وانتفى فيه العلم المفترض بهذه الأحكام أصلاً، بل حتى بالنسبة لمن يتوفر في حقِّه العلم متجاوزًا – أو بالأحرى متغاضيًا – عن تطبيق الشريعة؛ حتى أصبح الوضع بحاجة إلى تجديد النداءات المُقرَّة بالحاجة إلى تقنين عام وملزم، موجِّه ومبصِّر؛ ذي صبغة تشريعية. ثامنًا- الاتفاق مع ما تبنَّاه بعض الفقهاء من أن تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية لا يُعد تقنينًا من الناحية الإسلامية أو الشرعية فحسب؛ فهذا وإن كان كافيًا بلا ريب، إلا أن التقنين يشمل أيضًا الناحية الإسلامية القومية؛ فالإسلام كما عبر عنه الفقه دينٌ وقومية. تاسعًا- الاقتناع بأن التقنين يشكل وجهًا من وجوه التقدم التشريعي والتطور الفقهي، يُحصِر الخيار – وبعد جدال فقهي طويل – صوب الإقدام أو الإحجام عن تقنين الأحكام الفقهية، لا الوقوف دون اتخاذ موقف، وإن ثبت على أرض الواقع أنه لا طائل من استمرار الجدال، وأهمية الانطلاق بالمسيرة الفقهية التشريعية قدمًا نحو التقنين. عاشرًا- لا يخفى ما لتقنين أحكام المعاملات المالية من مردود يحقق استقرار المجتمعات ويتمسك بالتشريع الإسلامي وبتطبيقه، ويوحد الأحكام الخاصة بكل معاملة، وهو ما ستكون له الآثار الإيجابية على نطاق واسع؛ كإبراز دور فقه المعاملات في الإسهام في حكم العلاقات التجارية الحديثة، مرورًا بتيسير المقارنة بين فقه المعاملات والقانون، وصولاً لتوحيد الحكم القضائي. حادي عشر- الشريعة الإسلامية مؤهلة لتكون تقنينًا نموذجيًّا شاملاً باعتراف ضمني يسهل الاستدلال عليه من المعارضين أنفسهم، وباعتراف الأحكام القضائية المناهِضة لتطبيقه؛ لتضمُّنه قواعد قانونيةٍ اجتماعيةٍ عامة ومجرَّدة، ولقدرته على التكيُّف والتطوير. ثاني عشر- المتأمل في الجهود التي بُذلت تحت مظلة إيجاد تقنين إسلامي يُدرك بسهولة كيف أنها قد تعددت وتنوعت؛ فهذا وإن لم يظهر منذ الوهلة الأولى لحاجته إلى مزيد من التعمق، بيد أن هذه هي عين الحقيقة؛ إذ تنوعت مصادر الجهود التي نادت بتقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية ما بين جهود مؤسسية من كيانات متخصصة، وجهود فقهية، وجهود فردية، وجهود مشتركة بين الكيانات، وضحت الدراسة مقتضياتها وأمثلتها. ثالث عشر- قد يبدو أن التقنينات الإسلامية المذكورة قد اهتمَّ أغلبها بالمعاملات المالية فحسب؛ بيد أن الإشارة واجبة إلى أن ما ذُكر يظل مجرد أمثلة فقط، وإلا فما زلنا – رغم كثرة التقنينات – بحاجة إلى تجديد واستمرار إطلاق النداءات لاستفادة المشرعين وجمهور الباحثين منها. رابع عشر- لتوحيد وتقنين القواعد المالية الإسلامية دورٌ غير خافٍ في تعزيز جهود المساهمة في إيجاد اتفاقية دولية بين الدول الإسلامية تساعد في صنع نظام قانوني واجب التطبيق يتغلَّب على الذرائع المقدَّمة لاستبعاد التطبيق. 2- التوصيات: أولًا- نهيب بالمسئولين تلمُّس طرق وضع تقنينات إسلامية معاصرة تواكب ما يفرزه الواقع من مستجدات؛ كاستحداث تقنين إسلامي بيئي وتقنين إسلامي للذكاء الاصطناعي ونظيرهما؛ لما تقتضيه الحاجة، والأمر مطروح على طاولة البحث قابل للزيادة بحسب الحاجة. ثانيًا- أهمية شحذ همم الكيانات المختصة ومعها المجامع الفقهية، بل وعموم الجامعات والباحثين للاهتمام بأصول ومتطلبات مسألة التقنين ومجالاتها وجوانبها المتعلقة ذات الصلة فقهيًّا وتشريعيًّا وقضائيًّا، اقتصاديًّا وسياسيًّا، تاريخيًّا ولغويًّا. ثالثًا- مطلوب إعادة النظر في مُحقِّقات ربط التراث الفقهي بالواقع المالي الحالي، تدقيقًا لمدى تطبيق الاجتهاد الجماعي في قضايا فقه المعاملات المالية، يعقبه البحث عن مدى الحاجة إلى تأسيس حركة علمية فقهية ترعى الرؤى المذكورة. رابعًا- التصدي لما يحتاجه تقنين أحكام المعاملات المالية الإسلامية من تضافر جهود وتركيز أهداف وتوحيد جهود؛ لما لها من دور في ضبط تشعُّب الاجتهادات لا تقليلاً لما بُذل من جهد، بل حرصًا على خروج التقنين في الحُلة المنشودة. خامسًا- على الجميع أن يوقن بأن ما سيولد من رحم شريعتنا الإسلامية من تقنينات – مالية كانت أم غيرها – سيكون مُكتسبًا لخصائصها الفريدة الخالدة، مُتمتعًا بالمقومات عينها، مُنغمسًا في التوجهات ذاتها؛ وعليه نشيد بتكرار نداءات الفقهاء كيف يكون لدينا هذا الكنز المنير ونفرط فيه؟ * عن مجلة الاقتصاد الاسلامي

أكمل القراءة ...

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com